عاشت مدينة أصيلة مساء يوم الاثنين من الأسبوع الماضي على إيقاع جريمة محاولة قتل ثلاث أبناء لابيهم، انتهت بوفاة الابن البكر وآخر بقسم العناية المركزة وآخر بين الحياة والموت فيما يقبع ثالثهم بالسجن على ذمة التحقيق. أما الاب الذي وصفته مصادر بالضحية فقد غادر في خضم نفس الأسبوع المستشفى بعد معالجته. تعود وقائع الحادثة، عندما قرر ثلاثة أخوة يقطون بمدينة طنجة الانتقال الى مدينة أصيلة لتصفية حسابات مع والدهم المتزوج من امراة أخرى بعدما طلق أمهم، وحسب مصادر مقربة منهم فإن تنفيذ حكم بالافراغ ضدهم لصالح ابيهم هي النقطة التي افاضت الكأس بعدما تراكمت المشاكل العائلية بينهم.
ترصد كل من الاخوة الثلاث (م.م ) 32 سنة، (م.ج) 27 سنة، و (م.ك) 24 سنة أبيهم لمدة الساعتين أمام باب منزله، وهو ما أثار ارتياب بعض الجيران. وبمجرد وصول الأب انتظروه الى حين ركونه لسيارته داخل مرآب المنزل، أنذاك هاجموه واحكموا إغلاق الباب وقاموا بتكبيله، ليشرعوا في ضربه وتعذيبه بإدخال أحدهم يده داخل حلقه إلى أن أغمي عليه، فظنوا أنه فارق الحياة.
السكان الذي شكوا في أمرهم هرعوا الى المنزل وبدأوا يصرخون ويستنجدون حين تأكد لهم بان الامر يتعلق بفعل إجرامي، وهو ما خلق ارتباك بين الأخوة وحال دون دخولهم إلى الطابق العلوي حيث تقطن زوجة ابيهم ورضيعها حسب مصادر أمنية التي أضافت أنهم ربما خططوا سابقا لتصفيتها هي الأخرى.
حضور الأمن وتجمع جماهري بباب المزل دفع بالاخوة الى الصعود الى سطح المنزل، وعن علو يناهز 13 مترا ومع الطريقة التي تمت مداهمة المنزل قفز كل من (م.م) و(م.ك) من أعلى السطح إلى الشارع الخلفي، في حين تم إلقاء القبض على (م.ج) الذي هدد بالانتحار، لكن مع حنكة أحد رجال الأمن ي التعامل مع مثل هذه القضايا وبديبلوماسية سلم نفسه.
تم بوجه السرعة نقل المتهمين والأب الى مستشفى محمد الخامس بطنجة، هناك فارق الحياة (م.م) بسبب تعرضه لكسر في الجمجمة، في حين ما زال (م.ك) يرقد في قسم الانعاش بين الحياة والموت بعد تعرضه هو الآخر لكسور وجروح بليغة، أما الأب فقد غادر المستشفى بعد تلقيه العلاجات الضرورية وان حالته لم توصف بالخطيرة.
مصادر مقربة من الاب الذي كا يشتغل كبائع متجول لبيع الذهب ومهاجر في الديار الأوروبية في فترة السبعينات، أكدت إقدام أولاده على محاولة قتله كان بدافع الحصول على الإرث بعد وفاته.