اهتز سكان حي "البرانص" بمدينة طنجة، زوال أول أمس الثلاثاء، على وقع جريمة بشعة نفذها مجهولون داخل أحد البيوت، وراحت ضحيتها ثلاث نسوة، اثنتان منهن من عائلة واحدة. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الجريمة وقعت، منتصف أول أمس، ببيت "محمد. م"، إطار في الإدارة الجهوية للجمارك. وقد استغل الجناة غياب رب الأسرة، الذي كان في مقر عمله، ليقتحموا منزله، المكون من ثلاثة طوابق، ويقوموا بذبح زوجته، البالغة من العمر حوالي 55 سنة، وكذا ابنته الكبرى، حوالي 32 سنة، وكذا إحدى الجارات التي كانت في زيارة للأسرة من أجل تقديم العزاء في والد "محمد.م"، الذي فارق الحياة مؤخرا. وبدأت أطوار القضية عندما حلت البنت الصغرى للأسرة بالبيت، حيث طرقت الباب لمدة من الوقت دون أن تتلقى أي إجابة. ووجدت البنت، البالغة من العمر حوالي 17 سنة، باب مرآب البيت مشرعا، وعبرت منه نحو الداخل لكنها لم تجد منفذا نحو البيت، وخاصة الطابق الثالث، التي توجد به الأسرة باستمرار. ومباشرة بعد ذلك، ربطت الابنة الاتصال بوالدها، الذي حل على وجه السرعة بالبيت ليفاجأ بزوجته وابنته وجارته غارقات في برك من الدماء ببهو الشقة وقد فارقن الحياة. وأشارت بعض المصادر إلى أن قتل النسوة الثلاث تم عن طريق ذبحهن بطريقة سادية وبشعة للغاية من الوريد إلى الوريد. ولم تسجل عناصر الأمن سرقة أشياء ثمينة من البيت، باستثناء الهواتف النقالة التي كانت موجودة هناك، مما يجعل فرضية السرقة مستبعدة. ورجحت مصادر "أخبار اليوم" أن تكون الجريمة وقعت عند منتصف يوم الثلاثاء، خاصة بعد مغادرة الأب. هذا، ولم يفطن أي أحد من الجيران للجريمة، ولم يعلم الكثيرون منهم بما حصل إلا بعد عودة الأب وصراخ ابنته وبعد أفراد العائلة الذين حجوا بكثرة إلى مكان الحادث. ومباشرة بعد تلقيها الخبر، حلت فرق أمنية من أسلاك مختلفة بمكان الحادث، حيث تم تطويق الحي بكامله والبحث مع عدد من الحراس والجيران المقربين من العائلة، فضلا عن الأب وابنته وابنه أيضا. ويعيش حي "البرانص" الراقي، الذي يقطنه عدد كبير من المسؤولين الأمنيين ورجال الجمارك، والذي لا يبعد إلا ببضعة كيلومترات عن الدائرة الأمنية رقم خمسة، حالة استنفار قصوى، حيث يتعرض كل قاصديه إلى بحث دقيق من قبل رجال الأمن الذين يطوقون المكان بحثا عن الجناة. وإلى حدود أمس الأربعاء، لا تزال هوية مرتكب أو مرتكبي هذه الجريمة البشعة غير محددة. وفي الوقت الذي رجحت فيه بعض المصادر أن يكون الدافع الأساسي وراء هذه الجريمة هو الانتقام من الأب، الذي يعمل إطارا في الإدارة الجهوية للجمارك بطنجة، التي يتعرض العديد من أطرها إلى ضغط كبير من قبل كبار المهربين وأباطرة المخدرات الذين ينشطون بكثرة في منطقة الشمال، ويسعون إلى كسب ود عدد من رجال الجمارك من أجل تسهيل نشاطهم عبر الحدود، استبعدت مصادر أخرى الأمر، مشيرة إلى أن "محمد.م"، المشهود له بالاستقامة في العمل، مقبل على التقاعد كما أنه إطار في الإدارة ولا علاقة له بمراقبة الحدود. ويعيش "محمد.م"، وهو أب لثلاثة أبناء (ابن وابنتان، إحداهما توفيت في الحادث)، منذ مدة بحي "البرانص" الراقي، ويقر عدد من معارفه بطيبته ونبل أخلاقه، والشيء نفسه بالنسبة إلى زملائه في العمل.