عاشت عدة أحياء من مقاطعة «بني مكادة» في طنجة، أول أمس الثلاثاء، على وقع مواجهات دامية بين عناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب، وبين المئات من المحتجين الغاضبين، وهي المواجهات التي استخدمت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وأدت إلى إصابة أزيد من 100 محتج، وإلى أكثر من 50 حالة اختناق، خاصة في صفوف النساء والأطفال بفعل ما وصف ب«الاستخدام المفرط» لقنابل الغاز، فيما أصيب أزيد من 25 عنصرا من الأمنيين جلهم من قوات مكافحة الشغب.
وحسب مصادر طبية، فإن إصابة 5 أمنيين على الأقل توصف بالخطيرة، وقد تعرض جلهم للرشق بالحجارة أو الضرب بواسطة العصي والآلات الحادة، فيما لم يعرف العدد الحقيقي للمصابين من جانب المحتجين، بحكم أن أغلبيتهم فضلوا عدم التوجه إلى المستشفيات رغم إصاباتهم بكسور أو بإصابات في الرأس وبإصابات مباشرة بالرصاص المطاطي، تخوفا من تعرضهم للتوقيف، فيما لم يستطع آخرون الوصول إلى المستشفى بسبب التطويق الأمني للمنطقة.
وفي سيدي افني، اندلعت ليلة أول أمس الثلاثاء مواجهات عنيفة بين عدد من سكان المدينة والقوات العمومية، التي انتشرت ببعض المناطق الحساسة بالمدينة، منذ اللحظات الأولى من اعتقال أربعة معطلين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة بالميناء، فيما تحدثت السلطات المحلية عن اعتقال اثنين فقط، مشيرة إلى أن هؤلاء المحتجين أبانوا عن عنف شديد ورموا عناصر الأمن بالحجارة، مما خلف إصابة بعضهم.
واستنادا إلى مصادر متعددة، فإن المواجهات، التي شهدها حي «بولعلام» وعدد من الأحياء والأزقة المجاورة لمفوضية الشرطة بسيدي إفني، انطلقت أولى شراراتها بعدما شنت القوات العمومية حملة اعتقالات جديدة ضد عدد آخر من النشطاء بشوارع المدينة، وهو ما أثار حفيظة المحتجين بالمدينة. وعلمت «المساء» أن تعزيزات أمنية مكونة من تسع سيارات أمن دخلت سيدي إفني في حدود الواحدة ليلا. كما علمت أن ما يقرب من 35 فردا من القوات العمومية نقلوا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية بعد إصابتهم بجروح متفاوتة في المواجهات، فيما لم يتوجه أي من المتظاهرين المصابين في الأحداث الأخيرة إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي خوفا من اعتقالهم، كما حدث مع بعض زملائهم الموقوفين على خلفية أحداث السبت الأسود لسنة 2008.