تعيش مدينة سيدي إفني حصارا أمنيا؛ سببه المواجهات التي حدثت بين السلطات وشباب المدينة المعطل؛ الذين كانوا يرابطون بميناء سيدي إفني منذ أسبوع.اندلعت شرارة أحداث سيدي إفني بعد اعتقال ثلاثة شباب من حي للا مريم؛ في حدود الساعة الثانية صباحا من يوم السبت 7 يونيو 2008، فقصد شباب المدينة مقر الشرطة بالمدينة من أجل مساندة رفاقهم، فقاموا بوقفة احتجاجية هناك. تعزيزات أمنية أتت من مدينة أكادير وتيزنيت؛ قدرتها بعض المصادر المطلعة بـ 3000 عنصر من قوات التدخل السريع والقوات المساعدة؛ التي دخلت مدينة سيدي إفني على الساعة الثالثة صباحا من يوم السبت، وتمركزت في المناطق الوعرة التي يمكن أن يتحصن بها المحتجون؛ مثل جبل بولعلام . وبمدخل المدينة، وفي حدود الساعة السادسة والنصف صباحا، حاول شباب حي للا مريم منع رجال الأمن من الدخول إلى المدينة، فوقعت مواجهات عنيفة بمدخل المدينة، يقول أحد المواطنين فضل عدم الكشف عن اسمه. فانتقلت المواجهات بين رجال الأمن والسكان إلى باقي الأحياء، بكل من حي بولعلام وحي لبرابر، و جرت بعض المناورات بحي الودادية، استعملت خلالها القوات المساعدة العصي ومقالع للحجارة، و استعملت قوات التدخل السريع الرصاص المطاطي والعصي، فبدأت حينها الاعتقالات بالجملة في صفوف المواطنين؛ الذين تعرضوا الضرب وأصيبوا بجروح، يقول المواطن (س، ع).. ويصف المواطن (ح، ط) ما حدث بسيدي افني قائلا لقد عشنا أحداثا رهيبة، بسبب ذلك الاعتصام الذي قام به مجموعة من الشباب الإفناوي؛ الغاضب على ماتعانيه المدينة من تهميش بميناء سيدي إفني منذ أسبوع، موضحا أنه في الوقت الذي كان الشباب ينتظرون حوارا جادا من المسؤولين؛ يفاجؤون بقوات الأمن التي تدخلت بصورة وحشية، فاقتحمت بيوت السكان الآمنين، ونهبت وسرقت ممتلكاتهم. نهب الممتلكات شمل الهواتف النقالة وحلي النساء، يقول أحد ساكنة المنطقة، بل تعدى ذلك إلى التهديد بالاغتصاب؛ الذي تعرضت له بعض الفتيات على يد بعض أفراد قوات التدخل السريع. وأضاف المصدر ذاته أن الاعتقالات قدرت بالعشرات شملت الرجال والنساء. في الوقت الذي كانت فيه الأحداث تدور في وسط المدينة، دخل المعتصمون (وعددهم حوالي 300 شاب) بالميناء في مواجهات مع رجال الأمن؛ الذين كانوا يريدون فك الحصار على الميناء الذي تجاوز أسبوع. وبعد مواجهات دامت حوالي ثلاث ساعات؛ فك الحصار على الميناء، فبدأت الشاحنات تخرج من الميناء محملة بالسمك الفاسد، الذي تم دفنه في مكان قرب سور الميناء. لم تتم عملية إفراغ الشاحنات إلى حدود صباح أمس (حوالي 89 شاحنة) لقيام بعض الشباب بعرقلة سير الشاحنات؛ عبر اقتلاعهم نخلة واسقاطها أمام الشاحنات. استمرت المواجهات ما بين السكان ورجال الأمن ساعات طويلة، فسعت بعض الجهات من أجل التخفيف من الضغط فسعت لتنظيم مسيرة سليمة، التي بدأت في حدود الساعة الثانية بعد الزوال.تزامنت مسيرة بسيدي إفني مع بعض الوقفات الاحتجاجية التي قام بها المهاجرون، المنحدرون من قبائل آيت باعمران، بكل من هولندا وإسبانيا وفرنسا، أمام السفارات المغربية بهذه البلدان. ولم يعد للمدينة هدوؤها إلا في تمام الساعة التاسعة ليلا أول أمس، بعد أن خفف رجال الأمن تواجدهم بشوارع المدينة، ليعود بعدها الإنزال الأمني صباحا.وناشد بعض سكان مدينة سيدي إفني، في تصريح لـالتجديد، الهيئات الحقوقية المدنية للتدخل استعجالا؛ لإيقاف التدخل السافر لقوات الأمن ضد المطالب العادلة لشباب سيدي إفني وآيت باعمران الصامدة والمناضلة؛ المتمثلة في المطالبة بحق التشغيل، وتتمة بناء ميناء المدينة، والحي الصناعي سبب الاعتصام بالميناء . هذه الأحداث وقعت بعدما عقد الوالي الاجتماع بعمالة الإقليم بتيزنيت مع أعيان المنطقة ومنتخبيها؛ بعد فشل الحوار مع المعتصمين بالميناء، ورغم توجه وفد برلماني من الإقليم والجهة لمحاورة المعتصمين بالميناء؛ قصد فك الاعتصام، مع تقديم ضمانات لإنشاء وحدة صناعية بالمدينة ، دون أية نتيجة.