تظاهر آلاف المواطنين يوم الأحد 15 يونيو 2008 بمدينة سيدي إفني؛ احتجاجا على التدخل الأمني الذي عرفته المدينة يوم السبت 14 يونيو 2008، وأدى إلى العديد من الإصابات في صفوف المواطنين. وندد المحتجون بالتعذيب الذي مورس في حق العديد من الشباب، وبالتحرش الجنسي الذي تعرضت له بعض نساء آيت باعمران. كما طالب هؤلاء بالإفراج عن المعتقلين، والعمل على عودة الفارين إلى الجبال، وتقديم وعود بعدم محاكمتهم ولا باعتقالهم. وانقسم المتظاهرون يوم الأحد 1 إلى فئتين، الأولى تهم رجال التعليم الابتدائي بالمدينة؛ الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام مدرسة ابن طفيل بالمدينة، ندد خلالها رجال التعليم بالاعتداءات التي طالت بعض زملاءهم، كما استنكروا بشدة حرمان الأطفال من الدراسة؛ بعدما أصبحت بعض المدارس الابتدائية مقرات لقوات الأمن. أما الفئة الثانية فمثلتها العديد من الهيئات الحقوقية والمجتمع المدني، حين نظمت وقفة بحي بولعلام؛ خاصة بالساكنة، انضم إليها العديد من الباعمرانيين الذين قدموا أمس من كلميم وطانطان، والعيون وأكادير وتزينيت وأسا الزاك؛ من أجل الاحتجاج رفقة أهلهم بسيدي إفني. وتحولت بعدها الوقفتان إلى مسيرة حاشدة جابت وسط المدينة، لتنطلق في اتجاه حي للا مريم؛ المعرفو بـكولومينا. وعبر المحتجون عن غضبهم واستيائهم لما يعانونه من تطويق أمني، حاملين الأعلام الوطنية، ومرددين شعارات من قبيل: بـالوحدة والتضامن اللي بغيناه إكون إكونً، وملكنا واحد محمد السادس، ومن أجل من اعتقلوا من أجلهم نناضل، وهذا عار هذا عار سيدي إفني في الحصار. وحمل خلال الوقفة أيضا بعض الأعلام الخاصة ببعض التنظيمات الأمازيغية، غير أن العديد من السكان عبروا لـالتجديد عن رفضهم أن يتم استغلال قضيتهم من قبل أي لون سياسي أو جمعوي، مرحبين في الوقت نفسه بكل الخطوات التضامنية معهم، وبكل الداعمين لهم في ملفمهم المطلبي. وعرفت المسيرة اعتداء من قبل شباب المنطقة على رجل أمني كان يرتدي لباسا مدنيا، ويقوم بتصوير المظاهرة، كما تعرض طفل إلى اعتداء من لدن رجال الأمن، بعدما كان ضمن شباب كانوا يقومون بأعمال شغب. ومن جهة أخرى؛ عرفت مدينة سدي إفني إضرابا شاملا هم جميع القطاعات الحرة، حيث أغلقت كل المحلات التجارية، والمقاهي، والمطاعم، منها الخاصة بالفنادق وسيارات الأجرة الصغيرة. ومن جهة أخرى عاد بعض الفارين إلى الجبال إلى بيوتهم أول أمس، بينما ما يزال بعضهم معتصما هناك، ويعيشون ظروفا قاسية.