أجل المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، خلال اجتماعه الأخير نهاية الأسبوع المنصرم، التداول في اسم المرشح لخلافة الراحل مصطفى عكاشة على رأس الغرفة الثانية بالبرلمان بعد أن دخل على خط السباق إلى هذا المنصب قيادي آخر من الحزب نفسه هو عبد القادر سلامة، رجل الأعمال المعروف من مدينة الناظور، بدعم من الوزير السابق محمد أوجار ضد المعطي بنقدور، رئيس فريق الحزب بمجلس المستشارين. وقال مصطفى المنصوري، الأمين العام للأحرار، إن حزبه أجل البت في الاسم المرشح لشغل منصب رئاسة الغرفة الثانية ليس لأنه ظهر أكثر من اسم في حلبة التنافس على هذا المنصب، «وإنما لأسباب أخرى متعلقة بضرورة انتظار عودة جلالة الملك إلى أرض الوطن وضرورة إجراء استشارات واسعة مع كل الأطراف المعنية بهذا الترشيح». وأوضح المنصوري، في اتصال مع «المساء»، أن «منصب رئاسة» الغرفة الثانية ليس شأنا يهم الأحزاب لوحدها، بقدر ما يهم أيضا جلالة الملك، لأن رئيس هذه الغرفة سيكون ممثلا في مجلس الوصاية كهيئة استشارية تشتغل إلى جانب الملك، وفي الوقت الذي تؤكد فيه بعض المصادر أن ظهور اسم ثان من الأحرار للتنافس على رئاسة الغرفة الثانية سيضعف موقف الحزب في الظفر بهذا المنصب، استبعد مصطفى المنصوري هذا الأمر، وقال إنه حزبه قادر على حل مشاكله الداخلية سواء عبر التراضي بين المرشحين أو الاحتكام إلى مسطرة التصويت، مشيرا في هذا السياق إلى أن الأولوية بالنسبة إلى حزبه هي الحفاظ على رئاسة الغرفة الثانية باعتبارها مكسبا من مكاسب الحزب قبل مجيء الحكومة. أما عن موقف حزب الهمة، الأصالة والمعاصرة، من هذا التنافس حول رئاسة الغرفة الثانية، فيؤكد مصدر مطلع أن الهمة سيدعم أي مرشح قدمه التجمع الوطني للأحرار لهذا المنصب، شريطة ألا يكون ذا سمعة سيئة وصاحب سوابق في ملفات الفساد الانتخابي. ورفض حسن بنعدي، الأمين العام المؤقت لحزب الأصالة والمعاصرة، التعبير عن موقف حزبه من هذه القضية، وقال في تصريح ل«المساء» إنه لا يمكن أي يعطي موقفا في قضية مازالت لم تطرح بعد في البرلمان. وفي حزب الاستقلال، أبدى أكثر من اسم استعداده للتنافس على رئاسة الغرفة الثانية وفي مقدمة هذه الأسماء عبد الحق التازي الذي يرأس حاليا فريق الوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين وفوزي بنعلال الذي يرأس حاليا بلدية الهرهورة، بعد أن اشتغل رجل أمن في وقت سابق قبل أن يلتحق بالبرلمان، فيما تشير بعض المصادر إلى إمكانية ترشيح سعد العلمي، الساعد الأيمن الحالي لعباس الفاسي، في حالة لم يتم التوافق بين الأحزاب على مرشح واحد في إطار الأغلبية الحكومية، ويضاف إلى لائحة هؤلاء المرشحين مرشح آخر هو محمد الفاضيلي من الحركة الشعبية. وفي هذا السياق يؤكد مصدر مطلع أن الفضيلي لا يخفي طموحه في الظفر برئاسة الغرفة الثانية على اعتبار أنه ظل مسؤولا عن التسيير المالي والسياسي والإداري لهذه الغرفة حتى في حياة الراحل عكاشة.