يتجه حزب الاستقلال إلى سحب ترشيح عبد الحق التازي، رئيس الفريق البرلماني للحزب في مجلس المستشارين، من السباق إلى رئاسة المجلس المقرر أن تجري انتخاباتها في ال5 من يناير المقبل في جلسة عامة. قيادي في حزب الاستقلال يفسر سحب ترشيح التازي من المنافسة على رئاسة مجلس المستشارين بكون الحزب يخشى فرضية الفشل في الظفر بهذا المنصب، في الوقت الذي يتحمل فيه عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، مسؤولية الوزارة الأولى. و«لأن الأمر كذلك، يقول مصدرنا، فقد سأل عباس الفاسي، على هامش الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية للحزب، التازي عما إذا كان قد أجرى مشاورات مع فرق الأحزاب في المجلس بخصوص ترشيحه»، قبل أن يستقر الأمر في نهاية المطاف على تشكيل لجينة مكونة من عبد الواحد الفاسي ومحمد السوسي من أجل متابعة هذا الملف وإجراء المفاوضات اللازمة مع الفرق المعنية بالترشيح لرئاسة الغرفة الثانية. وحسب المصدر ذاته، فقد تبين لهذه اللجينة، بعد المشاورات الأولية التي أجرتها مع الفرق البرلمانية، أن حظوظ الفوز بمنصب رئاسة الغرفة الثانية ضئيلة جدا، خاصة أن المرشح الاستقلالي عبد الحق التازي لا يحظى بالإجماع حتى من قبل أعضاء فريقه البالغ عددهم 56 مستشارا، فيما يقول قيادي آخر من الاستقلال إن الحزب غير مستعد لترشيح التازي لرئاسة الغرفة الثانية، بعد أن بدا أن التجمع الوطني للأحرار حليفه في الحكومة غير مستعد للتفريط في هذا المنصب الذي يعتبره واحدا من مكتسباته حتى قبل تشكيل الحكومة. وليس عبد الحق التازي الاستقلالي الوحيد الذي أعرب عن طموحه في الترشح إلى رئاسة الغرفة الثانية، بل هناك نائبه في الفريق فوزي بنعلال الذي مازال يضغط على قيادة الحزب من أجل الترشح لهذا المنصب. وقبل بنعلال، كان سعد العلمي، الوزير المكلف بالعلاقاتمع البرلمان، قد أعرب عن رغبته في الترشح إلى رئاسة الغرفة الثانية قبل أن يتراجع عن قراره بعد استشارة عباس الفاسي. وإذا ما تأكد رسميا سحب حزب الاستقلال لمرشحه عبد الحق التازي (75 سنة) من السباق إلى رئاسة الغرفة الثانية، فقد يصبح الطريق سالكا أمام المعطي بنقدور مرشح الأحرار للفوز بهذا المنصب، غير أن مصدرا من الأحرار يؤكد أنهم في الحزب ما زالوا لم يحسموا بعد في خلافاتهم حول مرشحهم إلى منصب رئاسة الغرفة الثانية، خاصة أن غريم بنقدور وهو عبد القادر سلامة مازال يرفض التنازل له، خلافا لما راج في وقت سابق بعد وساطات قام بها وزراء الحزب.