في تفعيل غير مسبوق لتوصيات اجتماع ثلاثيّ، ضمّ كلا من وزيري التعليم العالي والداخلية، ل»تنظيم» الدخول الجامعي الجديد و»مكافحة» العنف واستعمال الأسلحة البيضاء داخل الجامعات، استعانت إدارة الحي الجامعي سايس «الراقي» بحراس خاصين مع بداية موسم التسجيل لولوج الحي الجامعي. ووقفت «المساء» على عدد من هؤلاء الحراس، وهم ببذلة متناسقة وبأجساد مفتولة، وهم يعلنون «الحرب» على الطلبة «المشبوهين» ويقومون بالتأكد من هويات الطلبة قبل السماح لهم بالدخول إلى مرافق الحي. ويثير هذا الوضع الجديد غضب الطلبة. ولم تتمكن إدارة الحي الجامعي في المركّب الجامعي «ظهر المهراز» من تثبيت حراس خاصين أمام بوابة هذا الحي الجامعي، المهدَّد بالانهيار، بسبب «سيطرة» فصيل الطلبة القاعديين على الساحة. ونفى أحد رموز هذا الفصيل تواجد أي حارس خاص فيه، وقال ل»المساء» إن الطلبة لن يقبلوا بمثل هذه الأوضاع، التي وصفها ب»المستفزة». ولم تستبعد مصادر من إدارة الحي، في نهاية الموسم الجامعي السابق، اعتماد قرار إغلاق الحي الجامعي «ظهر المهراز»، المخصص للذكور، بمبرر تقادم بنياته وخطر الانهيار المحدق به. وقالت المصادر نفسها إن مكتب الأحياء الجامعية عمدت إلى توسيع الحي الجامعي سايس «الراقي»، لكنّ تخوفات من وقوع ارتباك في توفير حافلات النقل الحضري وما تتطلبه الإقامة في الحي الجديد من توفير المطعم، جعل رئاسة الجامعة تعدِل عن هذا القرار، تجنبا لاحتجاجات الطلبة ولما يمكن أن يتبعها من مواجهات عنيفة مع قوات الأمن. ورغم بعض الإصلاحات التي أدخِلت على بعض أطرافه، فإن الحي الجامعي «ظهر المهراز»، حسب دراسات وتقارير رسمية، يعاني من خطر الانهيار بسبب تقادم بنياته، التي كانت في مرحلة الاستعمار عبارة عن فضاءات لإقامة الجنود الفرنسيين بالقرب من الثكنة، التي تحمل نفس الاسم. ودفع هذا الوضع الإدارة إلى اتخاذ قرار إعلان أجزاء مهمة منه خالية بسبب تشققات كبيرة في الجدران، نجمت عنها اختلالات وميَلان في البناية كلها. وبسبب الاكتظاظ وغلاء أسعار الكراء في الأحياء الشعبية في المدينة، فإن عددا من الطلبة يعمدون، في كل موسم، إلى «اقتحام» مراحيضه وتحويلها إلى غرف للسكن.