سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طالب جامعي يقوم بمحاولة انتحار فاشلة بجامعة ظهر المهراز نظام معلوماتي يحرم المئات من الطلبة من التسجيل وانتقاءات غامضة تجعل عشرات الطلبة خارج أسوار الحي الجامعي
تدخل نشطاء من فصيل الوحدة والتواصل المقرب من حزب العدالة والتنمية صباح أول أمس الخميس لإنقاذ حياة طالب حديث العهد بولوج الجامعة بعد محاولة انتحار من الطابق الرابع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ظهر المهراز بفاس. وكاد الطالب محمد الراشدي، البالغ من العمر 21 سنة، الذي حصل على شهادة البكالوريا في السنة الماضية من ثانوية ابن خلدون بقرية ابا امحمد بضواحي تاونات، أن يرمي بنفسه من أعلى طابق بالكلية للسقوط في ساحتها، قبل أن تمتد إليه أيدي نشطاء من فصيل الوحدة والتواصل. وعمد هؤلاء إلى جره من رجليه، بينما كان في آخر استعداداته لتنفيذ عملية الانتحار. وتعرض هذا الطالب لحالة إغماء بعد ذلك، فيما سار عدد من طلبة الكلية في تظاهرةاحتجاجية تلاها فتح حلقية نقاش استمع فيها الطلبة لتصريحات هذا الشاب، الذي سجل نفسه في شعبة الدراسات الإنجليزية بكلية الآداب سايس والتي حكى فيها دوافعه للقيام بمحاولة وضع حد لحياته. وحكى هذا الطالب أنه أمضى عددا كبيرا من الأيام والليالي في العراء، منذ التحاقه بالجامعة قادما إليها من قريته التابعة لجماعة الجبابرة بأحواز تاونات، بسبب عدم قدرته على اكتراء غرفة تؤويه ورفض الحي الجامعي سايس تمكينه من الاستفادة من الإقامة في إحدى غرفه. وقال إن عائلته تعاني من أوضاع اجتماعية متدهورة لا تسمح له بالبحث عن كراء خارج الحي الجامعي. فوالده البالغ من العمر حوالي 80 سنة لا مدخول لديه ولا يستطيع توفير أي مؤونة له. وعمد هذا الطالب إلى وضع ملفه لدى إدارة الحي الجامعي سايس، لكن المصالح المختصة رفضت الاستجابة لطلبه بالرغم من مساعي عديدة قام بها وشرح خلالها لعدد من أطر الإدارة أوضاعه الاجتماعية. وأمام إغلاق أبواب هذا الحي في وجهه، قرر أن يطلب الانتقال من كلية سايس إلى كلية ظهر المهراز، ومعه حلم إمكانية الحصول على مكان في الحي الجامعي ظهر المهراز القريب من الكلية. لكن المصالح المختصة تجاهلت طلبه، بسبب إجراءات رقابة مشددة اعتمدتها رئاسة جامعة محمد بن عبد الله على عمليات التسجيل والانتقال في الموسم الجامعي الحالي. ولأنه لا يرغب في العودة إلى قريته، دون أن يتمم الدراسة، ولأن مختلف المصالح التي طرق أبوابها تجاهلت ملفه، وأمام التساقطات المطرية وحالة البرد القارس التي تشهدها المدينة في الآونة الأخيرة والتي لا تسمح له بمزيد من قضاء لياليه في العراء، فإنه قرر، دون تفكير عميق، الانتحار. وقد تم بذل مساع من قبل موظفي الحي الجامعي ظهر المهراز من أجل السماح لهذا الطالب بالانتقال وتوفير مسكن له في جناح الطلاب بهذا الحي. ومن شأن هذه المحاولة أن تزيد من توتر العلاقة بين مختلف الفصائل الطلابية وبين رئاسة الجامعة والتي تحمل لها المسؤولية في تعليق عمليات التسجيل والانتقال بمختلف الكليات التي تتبع لها. واعتمدت هذه الرئاسة، في أول خطوة من نوعها في جامعة فاس، نظاما معلوماتيا تتحكم بواسطته في عمليات استقبال الطلبة من مختلف الكليات. وقررت فتح هذه العمليات لمدة 15 يوما في بداية شهر شتنبر الماضي، وقررت إغلاقها بصفة نهائية بعد ذلك. وتقول هذه الفصائل التي فتحت جبهات مختلفة لمناهضة هذا القرار، إن مئات الطلبة، الجدد منهم والقدامى، حرموا من التسجيل بسبب هذا النظام المعلوماتي الذي سحب مبدأ الاستقلالية من الكليات، وجعلها مجرد إدارات ومجالس تنفذ القرارات القادمة من رئاسة الجامعة دون أدنى استشارة. وأمضى طلاب ينتمون إلى فصيل طلبة الوحدة والتواصل أزيد من شهر من الإعتصامات في كليات الجامعة، وباتوا في إحدى الليالي داخل عمادة كلية الآداب ظهر المهراز، ودعوا إلى مقاطعة الدروس بها لمدة يومين. وهدد فصيل النهج الديمقراطي بنقل المعركة إلى رئاسة الجامعة. وقال أحد نشطاء هذا الفصيل إن مجالس الكليات، أمام سرقة اختصاصاتهم، باتت عاجزة عن التدخل، ما يفرض في نظره «تصعيد» المعركة وفتح الجبهة ضد الرئيس الجديد للجامعة.