في الوقت الذي كان فيه فصيل النهج الديمقراطي القاعدي بجامعة ظهر المهراز يقود «معركة» مقاطعة امتحانات الدورة الخريفية في كلية الحقوق، يوم الخميس الماضي، عاشت الكلية متعددة الاختصاصات حدث اعتقال ناشط من ذات الفصيل. القاعديون في كلية الحقوق نظموا تظاهرة رفعت فيها شارات النصر بعدما قاطع كل طلاب الكلية امتحاناتها، بينما تحدث رفاقهم في تازة عن عملية اختطاف للطالب فؤاد الطاهري من مقهى عمومي، حيث كان يقوم بالتحضير لامتحانات النصف الأول من هذه السنة إلى جانب مجموعة من الطلاب. وجاء هذا الاعتقال على خلفية شكاية تقدم بها رئيس جامعة محمد بن عبد الله يتهمه فيها إلى جانب مجموعة من القاعديين ب»عرقلة السير العادي للدراسة»، وتم إطلاق سراحه في ساعة متأخرة من الليل بعد كتابة محضر تمهيدي حيث لازال متابعا في الملف. وقال قاعديو تازة، في بيان لهم، إن عددا من الاعتقالات التي تطالهم تتم بسبب شكايات يتقدم بها عميد الكلية متعددة التخصصات بتازة. ونفس تصعيد كلية تازة، عمدت إليه كلية الحقوق بفاس. فقد أعلن عميدها، الذي أصيب بالإغماء مباشرة بعد نجاح المقاطعة، أن الكلية ألغت امتحانات الدورة الخريفية، وقررت متابعة دروس الدورة الربيعية، مما يعني أن كل طلبتها البالغ عددهم حوالي 16 طالباً سيضطرون السنة المقبلة إلى إعادة اجتياز هذه المواد فيما يعرف بالامتحانات الاستدراكية. رئاسة الكلية ذاتها أعلنت أنها أحالت «الطلبة المخلين بضوابط المؤسسة» على المجلس التأديبي. ومن جهتهم، قرر طلبة هذا الفصيل تصعيد احتجاجاتهم، دون أن يعلنوا عن صيغ هذا التصعيد. واكتفى أحد نشطاء هذا الفصيل بالقول ل»المساء»: «إننا سنفاجئهم»، في إشارة إلى مسؤولي الجامعة. وفي السياق ذاته، دخلت نقابات الموظفين والأساتذة الجامعيين على خط هذا الصراع. وندد بيان للنقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، بما أسماه كل أشكال الضغوط التي يتعرضون لها من طرف عناصر بعض الفصائل الطلابية، مطالبة وزير التعليم العالي، أحمد اخشيشن ورئاسة الجامعة بالتدخل لهذا الوضع «الشاذ»، طبقا للبيان. ونفس اللغة لجأت إليها نقابة التعليم العالي عندما شجبت، في بيان لها، «كل الممارسات وأساليب العنف الموجهة إلى الأساتذة، مما يمس بالسير العادي للدروس والامتحانات». وفي رد فصيل النهج الديمقراطي القاعدي على هذه البيانات، قال أحد نشطاء هذا التيار إن هذه البيانات «مخدومة» وصادرة ب»توجيه» من الإدارة «حتى قبل صدور البلاغ الرسمي لرئاسة الكلية». وكانت كلية العلوم ظهر المهراز قد شهدت بدورها بداية الشهر الحالي مقاطعة الامتحانات بها، لكن إعادة فتح الحوار مع نشطاء القاعديين والاستجابة لجل مطالبهم، «ساعد» في إجرائها أسبوعا بعد ذلك. أما في كلية الآداب، التي يديرها عبد الرحيم طنكول، أحد مؤسسي بيت الشعر بالمغرب، فقد سادت فيها أجواء توصف بالعادية. ويرد أحد نشطاء القاعديين «الهدنة» في الكلية إلى انفتاح الإدارة على الطلبة وإنصاتها لهم، وتعاملها بالليونة مع تفعيل «ما يعرف بالإصلاح الجامعي». وتقدم «النقطة الموجبة للسقوط» على أنها النقطة التي أججت الصراع بين الطلبة وإدارتي كلية الحقوق والعلوم بظهر المهراز، في وقت تمكنت فيه إدارة كلية الآداب من حل الإشكال عندما عممت تذكيرا يشير إلى أن هذا المبدأ غير مطبق في الكلية، لأن الميثاق لا يتحدث عن إلزامية تطبيقه وإنما عن إمكانية التطبيق.