لم يتمكن ما يقرب من 600 طالب وطالبة يتابعون دراستهم في الكلية متعددة الاختصاصات في الناظور من اجتياز امتحانات الدورة الخريفية التي كان مقررا البدء في إجرائها يوم أول أمس الثلاثاء، وذلك بسبب «مقاطعة» دعا إليها «تيار الكراس» والذي يقدم نفسه على أنه ينتمي إلى فصيل القاعديين في الجامعة. واضطر عدد من هؤلاء الطلاب إلى إعادة أوراق الامتحانات فارغة إلى المشرفين عليهم من الأساتذة بعد «مداهمة» نشطاء القاعديين مدرجات وأقسام الدراسة ودعوتهم للطلاب إلى مغادرتها استجابة لنداء «المقاطعة». ولم تستطع إدارة هذه الكلية التدخل لضمان السير العادي لهذه الامتحانات، خوفا من «مصادمات» مع الطلاب القاعديين. واكتفت هذه الأخيرة بتقديم شكايات ضد بعض رموز هذا «التيار» إلى المحكمة الابتدائية بالناظور. وتراهن إدارة الكلية على إنجاح الدورة الاستدراكية لإعادة النبض العادي إلى هذه الكلية. وغير بعيد عن الناظور، قرر طلاب النهج الديمقراطي القاعدي في الكلية متعددة الاختصاصات في تازة، بدورهم، مقاطعة امتحانات دورتها الخريفية والتي تقرر إجراؤها اليوم الخميس. وقال تقرير صادر عن فصيل القاعديين حول هذه «المعركة» إنه يرفض الإقرار بمجموعة من بنود «البرنامج الاستعجالي» الذي تؤكد الوزارة أنها اعتمدته للنهوض بالتعليم بجميع أسلاكه ومستوياته. واتهم إدارة الكلية بعدم الالتزام بوعد إحداث حي ومطعم جامعيين، مضيفا أن الإدارة قامت، عوض ذلك، بتطويق الكلية بأسوار عالية وتقديم شكايات ضد نشطاء هذا الفصيل ومد أجهزة الأمن بمعلومات حولهم. وتعيش كلية تازة على إيقاع احتجاجات منذ سنتين. وعادة ما يعمد الطلاب المحتجون إلى الخروج من الكلية وقطع الطريق الوطنية رقم 6، والتهديد باقتحام السوق الأسبوعي المجاور. وتنتهي هذه المحاولات بتدخلات أمنية. في حين تعيش كلية الناظور مواجهات بين نشطاء الحركة الأمازيغية وبين «تيار الكراس» القاعدي، أفضت، منذ حوالي شهر، إلى سقوط جرحى من الطرفين، وإلحاق أضرار مادية بعدد من تجهيزات الكلية.