عاد الهدوء إلى جامعة العاصمة العلمية بالمغرب فاس، عقب إضطرابات تمثلت في مقاطعة الدراسة والإمتحانات التي كان قد دعا إليها فصيل طلابي بالجامعة. وعاد الطلبة، الثلاثاء الماضي، إلى المدرجات، في وقت تقررت إحالة 12 طالبًا متهمين بالضلوع في الأحداث التي عرفتها الكليات التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، على قاضي التحقيق بمحكمة الإستئناف بمدينة فاس. "" وتوبع هؤلاء الطلبة بتهم تتعلق ب "وضع متاريس بالطريق العمومي، وإهانة موظف أثناء القيام بعمله، وحمل السلاح الأبيض، والإنتماء إلى جمعية محظورة، ومحاولة القتل، وتوزيع منشورات، وتخريب الملك العام". وحدد قاضي التحقيق، الذي أمر بمتابعة متهمين اثنين في حالة سراح، تاريخ الجلسة المقبلة في 21 أبريل المقبل. وكانت كليتا العلوم والحقوق "ظهر المهراز" شهدتا مقاطعة الدراسة والإمتحانات، التي كان قد دعا إليها فصيل طلابي بالجامعة، حيث اعتبرت إدارة الكليتين أن مطالب هذا الفصيل من المستحيل تلبيتها لأنها لا تدخل ضمن اختصاصاتها. وأجريت الإمتحانات في كلية العلوم التي كانت محددة في 4 فبراير الجاري، يوم 13 من الشهر نفسه، دون وقوع أي أحداث. ويجتمع مجلس كلية الحقوق، اليوم الخميس، لاتخاذ الإجراءات والتدابير الضرورية من أجل تمكين الطلبة من اجتياز إمتحانات الدورة الخريفية التي كانت مبرمجة يومي 12 و13 فبراير الجاري. وكان مجلس كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ألغى، في وقت سابق، امتحانات الدورة الخريفية للسنة الجامعية 2008 -2009، على إثر "تصرفات" بعض الطلبة الذين منعوا زملاءهم من اجتياز هذه الإمتحانات. وتم اتخاذ هذا القرار من قبل مجلس الكلية، الذي قرر أيضًا متابعة دروس الدورة الربيعية وإحالة "الطلبة المخلين بضوابط المؤسسة" على المجلس التأديبي. واستنكر المجلس في بلاغ هذه التصرفات وأعمال العنف التي ارتكبها بعض الطلبة اتجاه بعض الأساتذة والإداريين وموظفي الكلية. من جهتها، أشارت النقابة الوطنية للتعليم والنقابة الوطنية للتعليم العالي في بلاغين، عن تشبثهما بالمعايير البيداغوجية والعلمية المطلوبة لاجتياز الامتحانات في أفق المحافظة على مصداقية التكوين والقيمة العلمية للشهادات التي تسلمها المؤسسة. يذكر أن 16 ألف طالب يتابعون دراستهم في مختلف الشعب بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ظهر المهراز. وتشهد الجامعات المغربية من حين لآخر اشتباكات بين طلاب ينتمون لتيارات سياسية متنافسة وهو ما جعل مراقبين يحذرون من انعكاسات تلك الظاهرة على المجتمع المغربي. وعرفت جامعة الرشيدية، أخيرا، أحداث عنف، جاءت بعد أيام من مواجهات دامية أخرى في الحي الجامعي بالدار البيضاء، حيث دخل طلاب ينحدرون من جنوب المغرب في شجار عنيف، استعملت فيه الأسلحة البيضاء، مع طلبة ينحدرون من مدن مختلفة، أسفر عن إصابة عدد منهم بجروح خطيرة. وانتقلت هذه المواجهات إلى خارج الحرم الجامعي، قبل أن تتدخل عناصر الأمن وفرق التدخل السريع التي فضت الشجار، إلا أن استمرار توتر الأعصاب بين الطرفين، اضطر بعض الطلبة إلى افتراش الأرض والمبيت أمام بوابة الحرم الجامعي. إيلاف