عادت أجواء المواجهات بين القاعديين وطلبة جماعة العدل والإحسان، مجددا، إلى جامعة «ظهر المهراز» في فاس. وقال بيان لطلبة العدل والإحسان إن من أسماهم «فلول القاعديين» اعتدوا على مجموعة من طلبة الجماعة، ما خلّف إصابات بليغة في صفوفهم، تراوحت بين الجروح الغائرة والكسور في الجمجمة والأصابع، ومنحت على إثرها لحوالي 7 طلبة من فصيل الجماعة شواهد طبية وصلت نسبة العجز فيها إلى ما يقارب الشهرين. وسمى بيان جماعة العدل والإحسان الفصيل القاعدي ب«العصابة» وحمّل المسؤولية عن هذه الأحداث للسلطات، التي اتّهمتها الجماعة ب«توافقها الظاهر مع هذه العصابة». وأشار بيان العدل والإحسان إلى أن آخر اعتداء يعود إلى يوم الجمعة، 13 يناير الجاري، وطال الطالبين يوسف الحرشي ويوسف محفوظ، وهما باحثان في سلك الماستر، أمام مرأى الطلاب والأساتذة والإداريين. وذكر البيان أن بعض طلبة العدل والإحسان هُدِّدوا بالمنع من اجتياز امتحانات الماستر خلال شهر فبراير القادم. وقد بدأت المواجهات المتقطعة بين الطرفين في نهاية شهر نونبر الماضي. وأشار تقرير لفصيل جماعة العدل والإحسان إلى أن هذا «الهجوم» جاء على خلفية إرغام الطلبة القاطنين بالحي الجامعي على إضافة «عناصر غريبة» تم طردها من مواقع جامعية أخرى، منها الرشيدية ومكناس، «علما أن الطاقة الاستيعابية لكل غرفة في الحي الجامعي لا تتسع لأكثر من أربعة طلاب، وهو القانون المعمول به». وطبقا للمصدر نفسه، فقد رافق هذا «الهجوم» اقتحام غرف الطلبة وسرقة ممتلكاتهم. ومن جهة أخرى، وصف بيان لنقابة التعليم العالي ما تعيشه جامعة فاس ب«التطورات الخطيرة». وقال إن ظاهرة العنف في كلية «ظهر المهراز» وكلية تازة متعددة الاختصاصات دخلت منعطفا خطيرا غير مسبوق في تاريخ الجامعة الوطنية. وعبّر المكتب الجهوي للنقابة عن إدانته «كل أشكال العنف، أيا كانت مصادرها وأسبابها وخلفياتها»، وعبّر عن تضامنه مع أستاذ هو منسق ماستر النص الأدبي ومناهج دراسته في كلية الآداب والعلوم الإنسانية «ظهر المهراز». وأكد البيان أن الفضاء الجامعي هو فضاء مشترك بين الأساتذة والطلبة والإدارة، و«التفاعل في ما بينهم من الشروط الضرورية لتدبير أنجع لمقتضيات الفعل الجامعي، ترسيخا لمبادئ الحوار الجاد وتعزيزا لقيّم المسؤولية على قاعدة التشاركية المؤسسية خدمة لرسالة الجامعة». وتحدث بيان للطلبة القاعديين عن «تصعيد» في «المعركة النضالية» داخل الجامعة، موردا أن الطلبة يطرحون عددا من المقترحات ل»انتزاع المطالب»، ومنها إغلاق العمادة والكتابة العامة، والمطالبة برحيل كل المسؤولين عن وضعية الكلية ومقاطعة دروس الدورة الربيعية و»التأكيد على أن مقاطعة امتحانات الدورة الخريفية، المزمع اجتيازها يوم الاثنين 23 يناير 2012، ما هي إلا خطوة في مسار متواصل من المواجهة والمجابهة للسياسة التعليمية الطبقية المُستهدِفة لحق أبناء وبنات الشعب المغربي الكادح في تعليم مجاني»، يضيف البيان. ويطالب القاعديون بصرف ما تبقى من منح الطلبة الجدد والقدامى، مع تعميمها والزيادة في قيمتها، وبإرجاع الحافلات إلى الساحة الجامعية، مع توفير العدد الكافي من الخطوط، المباشرة وغير المباشرة، وببناء مصحة في الكلية وتجهيزها بالمستلزمات اللازمة وبالكشف عن ميزانية الكلية ودفاتر التحملات لكل المصالح والأشغال الجارية والحل الفوري لمجلس الكلية وإلغاء نقطة الإقصاء في الامتحانات والمراقبة المستمرة والحضور الإجباري والموازنة قبل الاستدراكية والانتقاء وبفتح وحدات جديدة في سلك الماستر والدكتوراه، مع فتح التسجيل فيها لكافة الطلبة، دون قيد أو شرط، وبإطلاق سراح طلبة قاعديين معتقلين.