دخل طالب معاق إعاقة شبه كلية. بجامعة ظهر المهراز بفاس، في اعتصام مفتوح، منذ حوالي 10 أيام للمطالبة بحقه في السكن في حي جامعي مهدد بالانهيار. الطالب عادل أوتنيل، يتيم الأبوين، يعد أطروحة الدكتوراه حول «شعر الصعاليك» تحت إشراف عميد كلية الآداب بجامعة ظهر المهراز، اختار أن يبيت في العراء وأن يدخل الجامعة بالنهار بلوحة كتب فيها «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، وقال إنه يطالب بإسكانه في هذا الحي بالمجان. وقررت إدارة الحي الجامعي طرد هذا الطالب الذي ينحدر من مدينة تيزنيت من الغرفة 451، التي أقام بها في السنة الماضية رفقة طلبة آخرين كانوا يساعدونه في تناول وجباته الغذائية وفي زيارة المرحاض وفي تغيير ملابسه. وبررت الإدارة هذا القرار بكون هذا الطالب ملزم بأداء واجب «الكراء» إذا رغب في العودة إلى غرفته التي «يكافح» أربع مرات في اليوم على الأقل للوصول إليها في آخر طابق من هذه الإقامة. وتمكن هذا المعاق من صنع مسار خاص لنفسه، ولم يحل يتم الصغر ولا عجزه حتى عن الإمساك بالقلم وعدم القدرة على النطق السليم من أن يحصل على شهادة الإجازة من جامعة أكادير، قبل أن يخوض معارك مع المعطلين في تيزنيت، ليحط الرحال، بمحض الصدفة، بفاس ويقرر، الاستقرار بفضائها الجامعي، ويعمد نشطاء الجامعة إلى التقاطه وتدبر غرفة له بالحي الجامعي. وسجل نفسه في السلك الثالث. وإلى جانب بحثه في «صور الاغتراب في شعر الصعاليك»، فإن أوتنيل، وهو في سن ال32 سنة، يخصص جزءا من مجهوداته لإبداع قصص قصيرة غالبا ما يختار شخصياتها من أناس الهامش. ويحظى هذا الحي الجامعي، المخصص في جزء كبير منه للذكور من الطلاب، بانتقادات واسعة. وتشارك الجهات الرسمية هذه الانتقادات، دون أن تتجاوز ذلك إلى اتخاذ إجراءات لإصلاحه وإنقاذه من الانهيار. وتشير دراسة أجرتها إدارة الحي، عبر مكتب دراسات متخصص، منذ سنة 1993، إلى أن هذه البناية مهددة بالسقوط. وإلى جانب ذلك، فإن عددا من الطلاب المقيمين به عادة ما يعمدون، مع بداية كل موسم، إلى تحويل مراحيضه إلى غرف للسكن، في غياب الإمكانيات التي تسمح لهم بالحصول على سكن كريم في مدينة تعرف مضاربات عقارية وتعقيدات «مسطرية» تجعل العثور على مسكن بثمن مناسب أشبه بالمستحيل. ويعتبر الحي الجامعي ظهر المهراز من أقدم الأحياء الجامعية في المغرب. وكان قبل أن يتحول إلى غرف لإقامة طلاب جامعة ظهر المهراز عبارة عن ثكنة عسكرية للجيش الفرنسي إبان مرحلة الاستعمار. ولم يسبق له أن شهد أي إصلاح.