شن وزير التعليم العالي لحسن الداودي هجوما عنيفا على وزير المالية السابق صلاح الدين مزوار، عندما قال خلال اللقاء الذي جمعه بشبيبة العدالة والتنمية أول أمس السبت في طنجة، إن «الفساد كان توجها عندما كان مزوار وزيرا للمالية». وأوضح الداودي أن حزب العدالة والتنمية لم يأت بالأزمة، بل إن الحكومة التي يقودها حزبه ورثت بلدا منهكا بالفساد، وأضاف أن العدالة والتنمية حذر من الأزمة منذ 2008، و«هاهم المغاربة يجنون الآن ما زرعه مزوار وسياساته». وقال الداودي إن المغرب كان ينفق على مستوردات الأغنياء مبالغ ضخمة، حيث إن ميزانية استيراد العطور وحدها بلغت مليارا و200 مليون درهم، في حين لا تتجاوز ميزانية وزارة التعليم العالي المليار درهم. وكشف وزير التعليم العالي أن ميزانية 2013، التي ستكون أول ميزانية تعدها الحكومة الحالية فعليا، ستعد ميزانية إصلاحات، وستركز على تقليل الفوارق الاجتماعية والإصلاح الضريبي. وحول مجاله الوزاري، قال القيادي في حزب العدالة والتنمية إن وزارته ستخصص ميزانية للبناء تفوق مليار درهم، منها 140 مليونا لبناء 14 مدرجا جديدا بمختلف الجامعات المغربية لحل مشكلة الاكتظاظ. كما أكد الداودي على ضرورة إصلاح نظام المنح لتعطى للطلبة على أسس اجتماعية محضة، وعاد إلى قضية التعليم العالي المؤدى عنه، حيث قال إنه يجب أن تتم التفرقة فيها بين عامة الشعب وأبناء الميسورين، فهؤلاء «يجب أن يدرسوا بمقابل مالي» يقول الداودي. وكشف وزير التعليم العالي أن المغرب يفقد ملياري درهم ونصف المليار في فترة دراسة الطلبة المغاربة في الخارج، نتيجة التحويلات المالية، وقال إن 52 ألفا من الطلبة المغاربة، جلهم من الميسورين، يدرسون في الخارج، لذا قال إن الحكومة الحالية تبحث عن مقترحات بديلة، في مقدمتها استقبال فروع للمدارس العليا الأجنبية مقابل استقبالها ل20 في المائة من أبناء الطبقة الفقيرة. وتستعد وزارة التعليم العالي أيضا، حسب تصريحات الداودي، لافتتاح جامعة جديدة بجهة طنجةتطوان، مخصصة للوجيستيك، لسد الفراغ الذي يعانيه المغرب في هذا المجال، حيث إنه سيحتاج مستقبلا إلى 60 ألف منصب لوجيستيكي، مضيفا أن هاته الجامعة ستستقبل طلبة من أوروبا. ولتقليص نفقاتها، قال الداودي إن وزارة التعليم العالي، تسير نحو تجميع عدة جامعات في قطب جامعي واحد، حيث إن رئيس جامعة مغربية واحدة يكلف ميزانية الدولة حاليا 100 مليون سنتيم سنويا.