يكلف سرطان الجهاز الهضمي القولون والمستقيم ما بين ثلاثة ملايين وأربعة ملايين ونصف من أجل الفحوصات والأدوية في السنة الأولى فقط لكل مريض بالمغرب، بينما بلغت التكلفة التي سددها صندوق الضمان الاجتماعي بالمغرب للمرض المذكور أكثر من 567 مليون سنتيم للمصابين في سنتهم الأولى بالمغرب. وكشف الدكتور المصطفى ضرايسي، رئيس الملتقى الوطني الثاني لودادية أمراض الجهاز الهضمي، الذي عقد مؤخرا بمنتجع بين الويدان بأزيلال، أن الكشوفات والفحوصات والتدخلات العلاجية والجراحية والحصص الإشعاعية تصل كلفتها في حدها الأدنى إلى 56750392 درهما خلال السنة الأولى، والتي سددها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي دون إحصاء المصابين الذين لا يتوفرون على تغطية صحية، أو يستفيدون من العلاج بطرقهم الخاصة، وأوضح الدكتور الضرايسي أن سرطان الجهاز الهضمي يكلف صندوق الضمان الاجتماعي وعائلات وأهالي المرضى تبعات تكاليف العلاج التي قد تمتد لسنوات، مع ما يترتب عن ذلك من ضغوطات وتأثيرات على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأسر المصابين، مما يتطلب حملات توعية للكشف المبكر عن المرض لتجنب تكاليف إضافية للمرضى وذويهم وللدولة معا. وقال الدكتور مصطفى الضرايسي إن سرطان القولون والمستقيم يأتيان في المرتبة الثالثة من حيث استهداف المرضى بعد سرطان الثدي والجهاز التنفسي، ويليهم في المرتبة الرابعة سرطان عنق الرحم لدى النساء، واعتبر أن نسبة المصابين بسرطان الجهاز الهضمي بالمغرب تبلغ 6،5 في المائة، من أصل 100 ألف من مجموع الحالات المصرح بها، وبفرنسا ترتفع النسبة إلى 24 في المائة في صفوف النساء، و39 في المائة وسط الذكور، وأكد المتحدث نفسه أن حالات سرطان القولون والمستقيم تسجل بكثرة لدى البالغين الذين تفوق أعمارهم 57 سنة، ويأتي في المرتبة الثانية من حيث نسبة الوفيات لدى الرجال، مشيرا في السياق ذاته إلى كون نسبة سرطان الثدي لدى النساء تصل إلى 58 في المائة وتسجل نسبة سرطان الجهاز التنفسي 22 في المائة، وسرطان عنق الرحم نسبة 16 في المائة، واعتبر أن تشخيص سرطان القولون والمستقيم يأتي في غالب الأحيان بعد استفحال الداء، حيث يكتفي المرضى باستعمال أدوية تخفف من حدة الإصابة في غياب تشخيص دقيق قد يعجل بالاستشفاء في مراحل متقدمة. وحذر المشاركون من تنامي الحالات السرطانية وانتشارها بشكل لافت داخل مختلف الأوساط المجتمعية، وطالبوا بكشف الداء في مراحله الأولى، مما يسهل إمكانية التعافي، عكس رصد الداء متأخرا، حيث ترتفع كلفته المادية وتتضاءل نسبة الاستشفاء منه، مع ما يصاحب ذلك من تكاليف باهظة تثقل كاهل الأسر والدولة. يشار إلى أن الملتقى الوطني لأخصائيي الجهاز الهضمي بتادلة أزيلال، الذي حضر أشغاله أزيد من 160 مشاركا من المغرب وتونس وفرنسا، تطرق في جانب من مداخلاته إلى المستجدات العلمية لمعالجة فيروس الالتهاب الكبدي من نوع «س» و»ب» ومضاعفاتهما، ومدى تأثيراتهما على الدماغ من خلال ارتفاع نسبة الأمونياك الذي قد يتسبب في حالات غيبوبة عميقة للمصابين، وتدارس المشاركون سبل تطوير آليات التحسيس والتوعية بمخاطر داء السرطان، وضرورة الكشف المبكر، واتباع الحمية الغذائية الغنية بالخضر والفواكه وممارسة أنشطة رياضية وترفيهية تجنب الجسم تبعات الضغوطات النفسية والعصبية، إضافة إلى الامتناع عن التدخين والكحول، وعدم الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والدهون، لكونها تساهم في رفع نسبة الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي، خاصة لدى المصابين بالسمنة والبالغين أزيد من 50 سنة، وهي عوامل تساهم في مضاعفة الحالات السرطانية.