أكدت وزيرة الصحة، ياسمينة بادو، أن تزايد المرضى المصابين بالسرطان الوافدين من جميع جهات المغرب على المراكز الاستشفائية الجامعية بكل من الرباطوالدارالبيضاء، قصد العلاج والاستشفاء، هو سبب حالات الاكتظاظ التي يعرفها هذان المركزان. وأضافت بادو، في معرض ردها الثلاثاء الماضي في مجلس المستشارين على سؤال فريق التحالف الوطني حول الاكتظاظ الذي يعرفه مستشفى السرطان، أنه لتجاوز هذا الاكتظاظ ستقوم الوزارة خلال هذه السنة، بالتعاون مع جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، بخلق مراكز جديدة لكشف سرطان عنق الرحم والثدي في كل من أكادير، طنجة، تمارة والراشيدية، خلق مراكز القرب للأنكولوجيا بكل من العيون وبني ملال والناضور والراشيدية، إضافة إلى خلق أقطاب جهوية جديدة للأنكولوجيا بطنجة ومكناس وآسفي، علما أن هناك خمسة مراكز بكل من الرباطوالدارالبيضاءوأكادير ووجدة والحسيمة . كما أن وزارة الصحة وجمعية للاسلمى -تضيف الوزيرة- خصصتا ميزانية 11 مليون درهم لاقتناء الأدوية الخاصة بعلاج داء السرطان وتوزيعها على المراكز المختصة. ومن جهته، يرى الدكتور حسن الريحاني، رئيس قسم الأنكولوجيا بمستشفى مولاي عبد الله بالرباط، في تصريح ل»المساء» أن الاكتظاظ الذي تعرفه المستشفيات الجامعية راجع، بالإضافة إلى الكثافة السكانية بمحور الرباط- الدارالبيضاء، إلى أن المرضى يشككون في قدرة المراكز الجهوية والمستشفيات في الجهة التي يقطنون بها على علاجهم ويفضلون تلقي العلاج في المستشفيات الجامعية، خصوصا عندما يكون المريض قد سبق أن تلقى العلاج في المستشفى الجامعي، قبل أن تخرج هذه المراكز إلى الوجود. وأضاف الريحاني أن «هناك فئة من المرضى الذين يجهلون وجود مراكز قرب المناطق التي يقطنون بها، لذلك يكابدون عناء السفر من أجل العلاج في محو الرباط- الدارالبيضاء وعندما نعيد توجيههم إلى هذه المراكز يستجيب عدد لا بأس به منهم». ويؤكد الدكتور الريحاني على كون جودة العلاج والطاقم الطبي في المراكز الجهوية تماثل ما يمكن أن يجده المريض في المستشفيات الجامعية، لذلك «فلا ضرورة للسفر من مناطق بعيدة إلى الرباط أو الدارالبيضاء لتلقي العلاج، إلا في بعض الحالات الخاصة التي تستدعي ذلك، حيث تقوم المراكز الجهوية بتوجيه المريض إلى المستشفى الجامعي لتلقي العلاج». لكن هذا لا يعني، حسب الدكتور الريحاني، أن المراكز الجهوية لا تستقبل مرضى السرطان، فهي تستقطب سنويا ما بين 1000 و1500 حالة. ويقدر عدد المصابين بالسرطان في المغرب بحوالي 40 ألف شخص سنويا، من بينهم ألف طفل. ويحتل سرطان الثدي، حسب السجل الأول للسرطانات بجهة الدارالبيضاء الكبرى على أساس إحصاء سنة 2004، المرتبة الأولى، متبوعا بسرطان الرئة، وسرطان عنق الرحم، ثم سرطان المتانة. أما بالنسبة إلى الأطفال، فيحتل سرطان الدم أو ما يسميه البعض «ابيضاض الدم» المرتبة الأولى، يليه سرطان الغدد اللمفاوية، وبعدها تأتي السرطانات الأخرى كسرطان الكلية، سرطان الجهاز العصبي، سرطان العظام والعضلات.