وعيا من أعضاء جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، التي تضم خبراء في علاج الأمراض السرطانية، إلى جانب ناشطين جمعويين وفاعلين في عدد من مجالات الحياة المغربية، بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي أطلقت الجمعية، أخيرا، حملة تحسيسية ترمي إلى التشجيع على الكشف المبكر عن سرطان الثدي بواسطة الخضوع لفحص "الماوغرافي"، مع التركيز بشكل جوهري على من تتجاوز أعمارهن 45 سنة، تبعا لارتفاع احتمالات الإصابة بهذا المرض، بعد تجاوز السن المذكور. وتهدف الحملة، المصحوبة بوصلات إذاعية وتلفزية إلى حث النساء على الكشف المبكر، قبل أن يبلغ المرض مرحلة خطيرة، لوقف الجهل بهذا النوع من السرطان، الذي ما تزال المعرفة به غير كافية لدى شريحة من الأشخاص، ما يساهم في استفحاله جراء التأخر في التشخيص، علما أن 90 في المائة من الإصابات بداء سرطان الثدي في المغرب يمكن علاجها إذا اكتشفت في مراحلها الأولى، لتوفر الأدوية المعالجة للمرض، وللإمكانات المتوفرة لتوزيع كميات منه بشكل مجاني على النساء المعوزات، اللواتي لا يستفدن من عملية التكفل أو التغطية الصحية. وتبعا لذلك، يمكن للنساء الراغبات في الخضوع للكشف، التوجه إلى المستشفى العمومي القريب من مقر سكناهن، ليوجههن الطبيب المسؤول إلى الجهة المعنية بإجراء الفحص المجاني عن سرطان الثدي، كما يمكن التوجه إلى القطاع الخاص، حيث توجد إمكانات الخضوع للفحص نفسه، إلا أن هذه الخدمة مؤدى عنها. ويحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى في قائمة أنواع الأمراض السرطانية الأكثر انتشارا في المغرب، يمس سنويا 700 سيدة، أي بمعدل إصابة 20 إصابة جديدة يصرح بها في المغرب كل يوم، يليه في ذلك سرطان الرحم، ثم سرطان الرئة فسرطان البروستات، في حين أن سرطان الجهاز الهضمي يقل انتشاره، بالمقارنة بما ذكر من أنواع سرطانية، من بين حوالي 40 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا في المغرب، أي بمعدل 101.7 حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة. ويؤكد الاختصاصيون أهمية المراقبة الذاتية للثدي، للتعرف على أي تغير مفاجئ فيه، للمسارعة بمراجعة الطبيب. الفحص الذاتي يعد الفحص الذاتي للثديين، الطريقة الناجعة لاكتشاف الإصابة المبكرة بسرطان الثدي، تبعا لما أثبتته الدراسات من أن فحص الثدي الذاتي الشهري، مع الفحص السنوي من قبل الطبيب، والتصوير الشعاعي للثدي بواسطة جهاز الماموغرافي، تزيد من إمكانية كشف سرطان الثدي في وقت مبكر، ورفع نسبة الشفاء منه إلى أكثر من 90 في المائة، وهي خطوات ينصح بإجرائها عند الاستحمام. تتمثل مراحل فحص الثدي، في عدة خطوات، الأولى، أن تقف المرأة أمام المرآة، والأكتاف مستقيمة واليدان على الوركين، مع ملاحظة كل ثدي على حدة من حيث الحجم، والشكل، واللون، وحدود واتجاه الحلمة. ويجب مراجعة الطبيب فورا في حال ملاحظة أي تغيرات في الثدي. أما في الخطوة الثانية، فتنصح المرأة برفع اليدين فوق الرأس، مع ملاحظة الثديين معا والتناظر بينهما من حيث الحجم والشكل واللون وحدود واتجاه الحلمة. وفي الخطوة الثالثة، يجري فحص الحلمة، من خلال حصر الحلمة بين السبابة والإبهام وتضغط بلطف، وفي حال خروج سائل أصفر أو دم من الحلمة يجب مراجعة الطبيب. وفي الخطوة الرابعة، يجب جس الثديين بوضعية الاستلقاء باستعمال اليد اليمنى لجس الثدي الأيسر، ثم اليد اليسرى لجس الثدي الأيمن. كما يمكن للمرأة البدء بالجس من الحلمة والتحرك بشكل دوائر أوسع فأوسع، حتى الوصول إلى الحافة الخارجية للثدي، كما يمكن تحريك الأصابع للأعلى والأسفل بشكل عمودي وأفقي. يجب جس كامل الثدي من الأعلى للأسفل، من الترقوة وحتى أعلى البطن، ومن الجهة اليسرى إلى الجهة اليمنى (من تحت الإبط وحتى القص). في هذه الأثناء، يجب التأكد من جس كامل أنسجة الثدي تحت الجلد والأنسجة الرخوة والعميقة، حيث يجب البدء بفحص كل منطقة بالجس اللطيف، ثم زيادة الضغط عليها لجس الأنسجة العميقة حتى أضلاع القفص الصدري. وفي الخطوة الخامسة، جس الثديين بوضعية الوقوف، وأخيرا يجب الحرص على جس كامل للثديين في وضعية الوقوف، بحركات اليد نفسها، التي وصفت في الخطوة الرابعة.