ساعتان من الأمطار كانت كافية لتتحول غالبية أزقة وشوارع مدينة الدارالبيضاء صبيحة أمس الأربعاء إلى برك مائية عائمة. وتحول عموم المواطنين الذين اضطرتهم ظروف العمل والدراسة إلى الخروج للشارع إلى عدائين محترفين في القفز الطولي. أهم النقط السوداء التي تضررت بشكل واضح وتعطلت فيها حركة المرور لأزيد من ساعتين، مدة هذه التساقطات، الممر الأرضي لطريق أولاد زيان بعد أن تجمعت المياه بشكل كبير تحت القنطرة، حيث لوحظت طوابير السيارات القادمة أو المتوجهة صوب وسط المدينة وهي تنتظر من يخلصها من شبح الطوفان. كما تجمعت مياه الأمطار التي لم تجد منفذا في قنوات الصرف الصحي بشكل كبير على طول الشارع المطل على مسجد الحسن الثاني، كما أغلقت مياه الأمطار الممر الأرضي لشارع لاكورنيش. حدة التساقطات المطرية الغزيرة كان لها مفعولها القوي على مستوى الأحياء الشعبية كحي السدري وحي السلامة ومولاي رشيد وحي الألفة، حيث اضطر المواطنون إلى القفز فوق البرك المائية التي انتشرت بسبب تعطل مجاري الواد الحار أو انسدادها بالكامل، وتحولت غالبية بالوعات الواد الحار إلى شبه براكين تلقي بالمياه إلى الخارج عوض أن تقوم بصرفها. بالنسبة إلى شركة ليديك المسؤولة عن قطاع النظافة على مستوى المدينة، أوضحت أنه منذ الساعات الأولى التي توصلت فيها بالنشرة الإنذارية التي أصدرتها مديرية الأرصاد الجوية حول التساقطات المطرية التي ستعرفها المملكة خلال هذه الأيام، وضعت مصالحها في حالة استنفار قصوى، وجندت فرقها المختلفة مدعمة بالتجهيزات الضرورية للتدخل عند الحاجة، عبر تسخير 81 فرقة للتدخل مجهزة ب15 شاحنة كبيرة لضخ المياه و10 سيارات أخرى. وأشار قسم اتصال الشركة في تصريح ل«المساء» إلى أن ذروة التساقطات المطرية لصبيحة أمس تم تسجيلها بمنطقة البرنوصي، بما مجموعه 28.20 مليمترا ما بين الفترة الزمنية الممتدة ما بين ال6 و45 دقيقة صباحا إلى العاشرة، وبمنطقة بني يخلف تم تسجيل 32.82 مليمترا خلال ساعتين، أما بطريق أزمور فقد تم تسجيل 21 مليمترا خلال نفس المدة. وعزت الشركة الفيضانات التي عرفتها المدينة خلال هذه الفترة إلى غزارة التساقطات المطرية التي تجمعت بشكل كبير تحت القناطر. وتضيف الشركة أن وحداتها تدخلت بعدة نقط في المدينة من أجل صرف مياه واد الحار، بكل من عمالة أنفا بالقرب من مسجد الحسن الثاني والممر الأرضي محمد الخامس وبعين السبع وعين الشق. إلى ذلك، عزا مصدر مسؤول بمجلس المدينة وضعية الطرقات والتجمع الكبير للمياه خلال فترة التساقطات إلى عدم وجود قنوات كافية لصرف مياه الأمطار، بالإضافة إلى الحفر المنتشرة في عموم شوارع المدينة التي تخلفها أعمال الحفر التي تقوم بها شركة ليديك واتصالات المغرب والمكتب الوطني للكهرباء بين الفينة والأخرى. وكشف المصدر ذاته عن وجود العديد من النقط السوداء التي تتجمع بها مياه الأمطار، ورغم ذلك لم يتم إلى حد الآن تعزيزها ببنيات كافية لمواجهة خطر الفيضانات. وفي الوقت الذي غرقت فيه المدينة صبيحة أمس جراء هذا التساقطات، أوضح محمد بلعوشي عن مديرية الأرصاد الجوية أن هذه التساقطات ما هي إلا مقدمة للتساقطات التي سيعرفها المغرب اليوم الخميس، مشيرا إلى أن سبب هذه الأمطار الأخيرة هو التغير الجذري للحالة الجوية العامة للبلاد لأن جل التساقطات السابقة -يوضح بلعوشي في تصريح ل«المساء»- كانت ناتجة عن سحب مدارية قادمة من الجنوب، أما التي تم تسجيلها صبيحة أمس فهي ناتجة عن اضطرابات جوية منتظمة قادمة من الشمال الغربي عبر المحيط مشبعة بالرطوبة مع انخفاض في درجة الحرارة. ويرتقب -حسب بلعوشي- أن يتم تسجيل ما بين 40 إلى 70 مليمترا في الريف ومنطقة طنجة واللوكوس وسايس ومرتفعات الأطلس، كما أن هذا الإضطراب سيعطي أول التساقطات الثلجية في مرتفعات الأطلس الكبير، وسيستمر هذا الاضطراب طيلة اليومين القادمين لتبدأ بعد ذلك الانفراجات على السهول الغربية ابتداء من بعد غد السبت. 18 قتيلا حصيلة أسبوعين من الأمطار > 18 قتيلا ما بين التساقطات الأولى والثانية. > زاكورة: انهيار 10 منازل. > الصويرة، الحوز، أزيلال، شيشاوة ووجدة: خسائر مادية تقدر ب2 مليار سنتيم. > الراشيدية: خسائر مادية تقدر ب25 مليار سنتيم > هلاك المئات من رؤوس الماشية. > تضرر مطلق لشبكات الطرق والقناطر بالعديد من المناطق المتضررة. > تشرد مئات من الأسر التي هدمت مساكنها.