تسببت الأمطار العاصفية التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء أول أمس في غرق عشرات المنازل والمحلات التجارية بمنطقة عين الشق وانقطاع الكهرباء عن المصحة الطبية للضمان الاجتماعي كما أدت إلى إتلاف النظام المعلوماتي للوكالة ووقوع العديد من حوادث السير، فيما أقدمت المصالح الأمنية بتراب مقاطعة عين الشق على نشر دوريات أمنية بالشوارع الرئيسية تحسبا لإحتجاجات على غياب المصالح التقنية لشركة ليديك، وقد اضطر عشرات الشبان للمجازفة بحياتهم و السباحة لإنقاذ أرواح أطفال النقل المدرسي والنساء من داخل السيارات وحافلات النقل العمومي 0 وبمناطق سيدي معروف أولاد حدو غمرت المياه منازل بتجزئة الأدارسة وأدت إلى إتلاف العديد من الأثاث المنزلي وتعرضت مخبزة توجد بطابق تحت أرضي بهذه التجزئة لأضرار بليغة حيث أتلفت كمية كبيرة من أكياس الدقيق وغمرتها المياه عن آخرها، كما تضررت العديد من المنازل بتجزئة مرجانة، وشهدت عدة دواوير صفيحية وضعية كارثية إثر ارتفاع منسوب المياه وغياب قنوات الصرف مثل دوار الطيبي والحي الصفيحي اولاد بوعبيد0وبحب السدري مرة أخرى وجد سكان الزنقة 37 أنفسهم محاصرين بالمياه بعد زخات مطرية قوية حولت المكان في لمح البصر الى بركة مائية هائلة. سارع سكان الحي للبالوعات محاولين فتحها بهدف منع دخول المياه إلى البيوت، لكن قوة تهاطل الامطار كانت أكبر وقد تكدست الأتربة والأزبال حولها. وسرعان ما تسربت المياه إلى المنازل لتخرج النساء مولولات وهن يرين أمتعتهن تختلط بالوحل والمياه المطينة وازداد الأمر سوء بعد أن شرعت قنوات الصرف الصحي بالبيوت في طرح محتوياتها 0 وبمحطة القطار الميناء بالدارالبيضاء انفجر المواطنون ضحكا، للمنظر الساخر الذي وجدوا أنفسهم فيه حيث انفجرت قنوات الصرف الصحي بفعل التساقطات المطرية في الشارع الرابط بين ميناء الدارالبيضاء ومحطة القطار، ليتحول المكان إلى بحر من المياه العادمة أعاقت مرور زبناء القطار للالتحاق بقطار الرابعة والنصف مساء، أحد حراس السيارات بالمحطة، عرض خدماته لنقل المواطنين على ظهره إلى الضفة الأخرى وحصل الحارس على مدخول جيد بعد مساعدته للعشرات بمقابل لم يكن يحلم به 0 وفي المحمدية كانت ساعتين من التساقطات المطرية كافية لأن تربك حركة السير بمجموعة من الطرقات وشوارع المحمدية سواء عند مدخل المدينة من الجهة الشمالية أو الجنوبية ، مما جعل الإجهزة الأمنية تستنفر كافة مصالحها لتحويل وجهة وسائل النقل نحو طرقات وممرات أخرى ،وكالعادة أثناء التساقطات المطرية غمرت المياه أسفل القناطر الأربعة المتواجدة على مستوى المقبرة وكابي والمطحنة وشاطئ مانيسمان ، وببلدية عين حرودة تشكلت كالعادة مجموعة من البحيرات ببعض النقط السوداء المعروفة بالمنطقة 0 مصطفى رهين عضو مجلس المدينة صرح للجريدة أن نصف ساعة من الأمطار كشفت ضعف البنيات التحتية، وأن انتقاد شركة ليدك لا ينبع من فراغ ، في وقت تراكم الملايير في صندوق الإسثثمار بالشركة، وتحدى جميع مسؤولي المدينة بمن فيهم العمدة إعلان رقم مضبوط للمبلغ المخصص للإسثتمارات، مضيفا أن حوضا لتجميع مياه التساقطات في منطقة البرنوصي كان مبرمجا منذ عشر سنوات لم يخرج لحيز الوجود رغم أن تكلفته حددت في 28 مليون درهم لكن لحد الساعة لم تفعله الشركة، رهين أشار أيضا أن دفتر التحملات كان ينص عند تولي الشركة تدبير القطاع على أن شبكة البالوعات متقادمة وعمرها ثلاث سنوات فقط، لكن الشركة لم تتول تجديد الشبكة في حينها، وقد حمل مسوؤلية مراقبة الشركة للعمدة و للمصلحة الدائمة للمراقبة والتي أكد على مفارقة غريبة بصددها حيث أن أعضائها يحصلون أجورهم من الشركة التي يتولون مراقبتها في نفس الوقت ؟