ساعتان من الأمطار الخريفية كانت كافية أخيرا لتحويل أكبر شوارع وجدة إلى برك. فقد غمرت المياه شارع سيدي امعافة وشارع سيدي يحيى، وتعطلت حركة المرور قرب إعدادية سيدي امعافة، وفي الطريق المحاذية لحديقة للا عائشة وطريق لازاري أمام مستشفى الرازي وحي السلام قرب الثكنة العسكرية، مما تسبب في أعطاب لعدد من السيارات التي حاولت المرور من هذه النقط السوداء. وقد تزامن هذا الحادث مع إقبال السكان على المحلات التجارية بوسط المدينة قصد شراء ملابس العيد. ورغم كل التطمينات التي قدمها المسؤولون لسكان وجدة بخصوص مشكل حملة واد سيدى امعافة، فإن أمطار الخريف التي تتزامن مع نهاية رمضان المبارك والاستعداد لفرحة العيد؛ أعادت إلى الأذهان شبح الفيضانات من جديد. فلا زال الوجديون يتذكرون الخسائر والأضرار التي لحقت مدينة وجدة؛ جراء فيضانات شتنبر 2006؛ والتي لم ترحم كلية العلوم ولا المركز التربوي الجهوي، ولا فيلات زنكوط والقدس. ولقد ظن المسؤولون أن الحواجز التي أقيمت للوادي داخل منتزه سيدي امعافة ستحاصر المياه في مصدرها وتحمي وسط المدينة. لكن شيئا من هذا لم يقع لأن البنية التحتية هشة وأغلب شوارعها تفتقد إلى مجاري للمياه تكون محاذية للرصيف، كما هو الحال في المدن الكبرى. لقد أصبحنا نخاف من طلب الغيث في المساجد يقول أحد المواطنين وهو ينظر إلى السيارات التي تحولت إلى زوارق تشق طريقها وسط المياه والأوحال.