تسببت التساقطات الرعدية التي عرفتها جهة الرباطسلا زمور زعير في فياضانات وسيول خلفت خسائر مادية متنوعة منها انهيار بعض الجدران وأجزاء من بعض الطرقات، وعرقلة حركة المرور. ولم يتمكن العديد من المواطنين من قضاء أغراضهم والالتحاق بمقرات عملهم أو بمؤسساتهم الدراسية، وقد أمضى العديد من المواطنين أزيد من ثلاث ساعات فيالطريق من مدينة تمارة إلى الرباط. وغمرت المياه حي يعقوب المنصور بما فيها مقر شركة ريضال، ما تسبب في إتلاف الأثاث المنزلي للعديد من الأسر، كما خلف انهيار جزء من جدار إحدى المدارس بالحي نفسه جريحين (امرأة ورجل) نقلا على إثرها إلى المستشفى. واستنكر العديد من المواطنين، في تصريحات متطابقة ل«المساء»، الطريقة التي يتم بها تدبير إصلاح الشبكة الطرقية والبنية التحتية للمدينة، إذ أكدوا على ضرورة محاسبة الشركات التي تفوت لها صفقات هذه الأشغال. الوضع نفسه شهدته كل من محطتي القطار بأكدال وبالرباط، إذ قام المسافرون وعمال المكتب الوطني للسكة الحديدية بنزع أحذيتهم لاجتياز المياه التي غمرت المحطتين وبهوهما. وبشارع مصر بباب الأحد، هوت ثلاث حافلات وسيارة أجرة كبيرة بسبب انهيار جزء من الطريق. وأكد علي أوكادير، صاحب سيارة أجرة كبيرة، أنه فوجئ بعجلات سيارته تغوص داخل الأرض فتوقف ليكتشف أن الطريق التي انتهت أشغالها منذ شهر تقريبا تنهار. وقال أوكادير ل«المساء» ينبغي أن تحاسب الشركات التي يوت إليها إصلاح الممرات والطرق لعدم إتقانها لعملها. كما لم يستطع تلاميذ ثانوية للا نزهة بوسط العاصمة من الالتحاق بقاعة الدرس في الوقت المخصص بسبب المياه التي غمرتها ليتم التدخل لحل المشكلة. وبمدينة سلا بقي المئات من المواطنين محاصرين داخل وسائل النقل وشلت حركة المرور بعدد من التقاطعات والملتقيات خاصة بملتقى تلوين وطريق سهب القايد والطريق الساحلي المحاذي لسيدي موسى، وكذا قرب مقر الأمن الإقليمي السابق بسبب «الأودية» التي غمرت بعض الشوارع. كما تسربت المياه إلى عدد من المحلات التجارية بتابريكت، إضافة إلى عدد كبير من المنازل بقرية أولاد موسى، وحي واد الذهب وحي الانبعاث بعد أن عجزت قنوات الصرف عن استيعاب الكميات الكبيرة من الأمطار التي تهاطلت في فترة وجيزة، والتي جعلت بعض القنوات تتحول إلى نافورة تضخ الماء بقوة عوض أن تعمل على صرفها. وفي سياق متصل لم تشاهد أية تجهيزات تابعة لشركة ريضال التي تتولى تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير بمدينة سلا، كما لوحظ غياب تام لآليات مجلس المدينة أو لشرطة المرور من أجل إخراج بعض السيارات التي علقت داخل برك كبيرة من المياه عن طريق «الديبناج». واضطر الكثير من سائقي سيارات الأجرة والحافلات إلى تجريب عدد من الطرق في محاولة للوصول إلى القنطرة الحسنية، والعبور باتجاه مدينة الرباط، حيث قضى البعض أزيد من ساعة ونصف لقطع مسافة لا تتطلب في الأحوال العادية سوى 10 دقائق. وعبر عدد من المواطنين عن امتعاضهم الشديد من أشغال التراموي، حيث تركت العشرات من الحفر دون إصلاح مما أدى إلى إلحاق أعطاب ببعض السيارات، إضافة إلى العرقلة الكبيرة لحركة السير.