تعذر على العديد من المواطنين، أمس، الالتحاق بمقرات عملهم بسبب عرقلة حركة المرور بكل من الرباطوسلا، بسبب الأمطار وأشغال الطرامواي التي انطلقت ببعض المدارات الحضرية الرئيسية بكل من مدينتي سلاوالرباط، لتضاف إلى حجم معاناة المواطنين اليومية بسبب النقص الحاصل في عدد حافلات النقل. ولم يتوقف الأمر عند قلة عدد الحافلات، بل تجاوزه إلى رفض بعض أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة بكل من سلاوالرباط نقل المواطنين في الاتجاه الذي يعرف عرقلة للمرور خوفا من استهلاك إضافي للبنزين. وعبر العديد من المواطنين، في تصريحات متطابقة ل«المساء»، عن استيائهم من هذا الوضع الذي أجمعوا على تفاقمه مع موسم المطر، فمثلا اضطر عدد من الموظفين القاطنين بحي المحيط إلى انتظار أزيد من ساعة ليجدوا سيارة أجرة صغيرة من أجل الوصول إلى مقرات عملهم بحي حسان، بسبب رفض بعض السيارات حملهم بمبرر أن المسافة قريبة وأن حركة المرور وسط المدينة مضطربة. هذا الوضع أدى بالعديد من المواطنين إلى البحث عن وسائل أخرى مثل النقل السري من أجل الوصول في الوقت المناسب إلى أماكن عملهم، غير أن بعض رجال الأمن خاصة بمدينة سلا يحاربون هذه الوسيلة غير المشروعة، حيث شوهد، صباح أمس، رجل أمن يأمر بعض سائقي السيارات بإنزال الراكبين. كما شوهدت بعض السيارات التابعة لمصالح الدولة تستعمل في نقل الأقارب إلى أماكن العمل خاصة مع استمرار قلة وجود الحافلات في معظم الاتجاهات بالعاصمة ونواحيها. يذكر أن اضطراب حركة النقل بالرباط ونواحيها يعود إلى نهاية الشهر الماضي بعد مباشرة شركة «ستاريو» عملها، وسبق لوالي ولاية الرباطسلا زمور زعير، حسن العمراني، أن نفى في ندوة صحفية سابقة أن تكون هناك أزمة للنقل بالرباط، معتبرا أن النقص الحاصل في عدد حافلات النقل الحضري بالعاصمة، مرده إلى المرحلة الانتقالية التي يمر بها المرفق بعد انتقال تدبيره المفوض إلى الشركة الجديدة «ستاريو» المتفرعة عن المجموعة الفرنسية «فيوليا»، كما أن مسؤولي الشركة أكدوا سابقا أن اتفاقية تدبير النقل المفوض تقتضي أن تضم الشركة 543 حافلة جديدة في أفق السنوات الأربع الأولى، بما في ذلك 400 حافلة خلال سنة ونصف من الاستغلال، وأن 525 حافلة وضعت تحت تصرفهم تسلموها من الشركات السابقة.