يصيب مرض الأنفلونزا كل سنة ما بين 5 في المائة إلى 15 في المائة من المغاربة، أي ما يناهز 4 ملايين ونصف مغربي يضطرون إلى لزوم الفراش لبضعة أيام جراء هذا الداء. وقد تمس هذه النسب 40 إلى 50 في المائة من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، حسب ما كشفت عنه دراسة أصدرها مؤخرا معهد باستور بالدار البيضاء. ورغم أن الأنفلونزا تصيب كافة الأعمار، فإن نسبة الأشكال الخطيرة من المرض والمضاعفات وحالات الاستشفاء والوفيات ترتفع لدى الأشخاص المسنين من سن 65 سنة فما فوق. وعادة ما تظهر الأنفلونزا في شكل أوبئة موسمية سنوية في العالم بأسره، وقد تبلغ نسبة الإصابة لدى الراشدين 10 إلى 30 في المائة، علما بأن الأنفلونزا تعرف بخطورتها لدى الصغار والمسنين وضمن صفوف الأشخاص المصابين بأمراض أخرى، حيث تمثل عبئا هاما وسط الساكنة النشيطة. وحسب الدراسة، فإن الأطفال الذين يقصدون الحضانات والمدارس يمثلون مصدرا لنقل المرض إلى أفراد المنزل، وقد يكون ذلك هو السبب في تغيب الآباء على الأقل بمعدل يوم واحد للاعتناء بأبنائهم في 61 في المائة من حالات الأطفال في سن الثالثة على الأقل. وتعد الأنفلونزا مرضا ينتشر بسرعة كبيرة ولاسيما في الأماكن المزدحمة أو المحصورة مثل المكاتب والمتاجر أو وسائل النقل العمومية، وتتميز بالظهور المفاجئ للحمى والقشعريرة والصداع والآلام العضلية المنتشرة والإحساس بالتعب الشديد الذي غالبا ما يجعل المريض طريح الفراش عدة أيام وعاجزا عن إنجاز الأعمال اليومية سواء في المنزل أو في مقر العمل. وحسب الدراسة، فإن 10 إلى 12 في المائة من الغيابات التي تسجل سنويا هي عطل مرضية بسبب الأنفلونزا، وكمعدل ترتبط نوبة الأنفلونزا بثلاثة أو أربعة أيام من الاستراحة في السرير. ويعد الحضور السلبي، أي الذهاب إلى العمل دون القدرة على العمل بشكل كامل، من تأثيرات الإصابة بالأنفلونزا، وهو ما ينعكس سلبا على سير العمل بالمقاولات. واستنادا إلى الدراسة، فإن الأنفلونزا مكلفة للمقاولة رغم أنه من وجهة نظر الفرد تعد تكاليفها سهلة التقدير وتتلخص أساسا في نفقات الاستشارة والعلاج، لكن من وجهة نظر المقاولة تتعقد الأمور وتزداد التكاليف لتشمل إضعاف الإنتاجية الناجم سواء عن التغيب أو الحضور السلبي أو تعويض عمل المستخدم الغائب من لدن زملائه. وتنصح الدراسة من أجل الحد من انتشار الداء داخل المقاولات بضرورة تغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطاس، وتفادي حك العينين أو الأنف أو الفم وغسل اليدين بكثرة بالماء الساخن والصابون ولزوم البيت عند الإصابة بالمرض وتجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين.