خضع حوالي 1922 شخصا بالدارالبيضاء لإجراءات التلقيح ضد داء السعار (داء الكلب) بمعهد باستور خلال سنة 2009 إلى غاية شهر يوليوز الماضي، وذلك في إطار شراكة بين المعهد والمصلحة المكلفة بداء السعار بمديرية حفظ الصحة التابعة للجماعة الحضرية للدار البيضاء. وسجل عدد الأشخاص الوافدين على المعهد ارتفاعا مقارنة مع سنة 2008 الذي سجلت 2893 حالة فقط. وأرجعت مصادر مسؤولة بمديرية حفظ الصحة بالدارالبيضاء، ارتفاع عدد المصابين بداء السعار، إلى انتشار أسواق بيع الكلاب بالمدينة، إضافة إلى أن الكلاب الضالة أصبحت تفرض ما يشبه حالة طوارئ في مجموعة من المناطق، كالحي الحسني، و ليساسفة..، مضيفا بأنه في المغرب، لا يوجد أي قانون يفرض على صاحب الكلب تلقيحه. مؤكدا إلى أن عدد الحالات المبلغ عنها من داء الكلب (السعار) في الدارالبيضاء يتزايد باستمرار، وخاصة في الفترة التي تسمى فترة الذروة المرتبطة بنشاط تزاوج الكلاب في فصلي الخريف والربيع. مضيفا أنه للتغلب على هذا المرض أو على الأقل السيطرة عليه، يطرح اثنين من الحلول المفضلة، تتعلق بالجمع والقتل الرحيم للكلاب الضالة في المناطق الحضرية، وتطعيم أولئك الذين لهم مالك. وأضاف المصدر ذاته إلى أن المصالح البيطرية تطمح إلى تعميم إجراء التطعيم، للانتهاء من عملية الاعتقال والقتل وخاصة في المدن الكبيرة، حيث تنتشر العديد من الكلاب الضالة، وذكر أنه في عام 2005 كان قد ارتفع عدد الكلاب الذين قتلوا في الدارالبيضاء إلى .1800 فيما تشير إحصائيات مديرية حفظ الصحة لسنتي 2008/,2009 إلى أنه تم في إطار التنسيق مع المصلحة البيطرية الجمالية، القبض على كلاب وقطط ضالة بمختلف مقاطعات المدينة، وصل عددها إلى 5723 كلبا، و720 قطة، يوجد ضمنها كلب واحد فقط مصابا بداء السعار. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عممت مذكرة على خطباء المساجد، الأسبوع الماضي، تحث من خلالها على ضرورة تلقيح الكلاب، تفاديا لإصابتها بداء الكلَب (السعار). وترمي هذه المذكرة إلى تجنب المخاطر، التي تنجم عن عض الكلاب غير الملقحة، خاصة وأن عددا من المواطنين تعرضوا في السنوات الأخيرة، إلى عض كلاب مصابة بالسعار، هددت حياتهم. وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الوطني للوقاية من داء الكلب بدأ في عام ,1986 وتم تعزيزه في غشت 2004 في أعقاب الإعلان عن وفاة 3 من الضحايا لقوا حتفهم بعد تعرضهم لعضات كلاب تحمل الفيروس. و تشير المعطيات الرسمية على المستوى الوطني، إلى أنه يسجل سنويا ما بين 20 و 30 حالة من داء الكلب البشري، وما بين 400 إلى 450 حالة من حالات داء الكلب الحيواني. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2008 إلى أن داء الكلب يِؤدي بحياة نحو 55 ألف حالة وفاة سنويا، أي ما يناهز حالة وفاة واحدة فى كل 10 دقائق، ومعظم الوفيات البشرية بين 30 في المائة، إلى 60 في المائة من ضحايا عضات الكلاب هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما. كما يتسبب السعار في خضوع أكثر من عشرة ملايين شخص للعلاج، من جراء تعرضهم لهجوم حيوانات مصابة بالمرض. يذكر أن داء الكلب (السعار)، هو مرض فيروسي حيواني، وينتقل من الحيوانات إلى البشر عن طريق العض أو الخدش.وتعتبر الكلاب المسعورة أهم ناقل لهذا المرض. وتظهر العلامات الأولى لمرض الكلاب على الإنسان في فترة تتراوح ما بين عشرة أيام وستين يوما بعد العضة (وهي في العادة بين 3 إلى 7 أسابيع). و يجب أن يبدأ العلاج قبل ظهور علامات المرض الأولى. أما إذا ظهرت علامات المرض قبل بدء العلاج فلا توجد طريقة ولا دواء لإنقاذ حياة المصاب.