خضع 3150 شخصا بجهة الدارالبيضاء لإجراءات التلقيح ضد داء السعر (داء الكلب) بمعهد باستور خلال سنة .2009 وكلفت مصاريف اللقاح الجماعة الحضرية مبلغا إجماليا بلغ مليونا و527 ألفا و72 درهما. ومقارنة مع سنة ,2008 فقد سجل عدد الأشخاص الوافدين على المعهد من مختلف المقاطعات الجماعية بالجهة، ارتفاعا، إذ كان قد خضع للتلقيح ضد هذا الداء ما يقارب 2893 حالة فقط. وبحسب معطيات قسم حفظ الصحة والنظافة مصلحة محاربة الأمراض المتنقلة عبر الفقريات، فإن مقاطعة الحي الحسني تحتل المرتبة الأولى في عدد الأشخاص الملقحين ضد داء السعر ب370 شخصا، تليها مقاطعة سيدي عثمان ب,237 ثم مقاطعة سيدي مومن ب236 شخصا. وأرجعت مصادر مسؤولة بمديرية حفظ الصحة بالدارالبيضاء، ارتفاع عدد المصابين بداء السعر، إلى انتشار أسواق بيع الكلاب بالمدينة، إضافة إلى أن الكلاب الضالة أصبحت تفرض ما يشبه حالة طوارئ في مجموعة من المناطق، كالحي الحسني، وليساسفة..، وما يزيد من تفاقم الظاهرة يضيف المصدر كون المغرب لا يوجد به أي قانون يفرض على صاحب الكلب تلقيحه. مؤكدا أن عدد الحالات المبلغ عنها من داء الكلب (السعر) في الدارالبيضاء يتزايد باستمرار، وخاصة في الفترة التي تسمى فترة الذروة المرتبطة بنشاط تزاوج الكلاب في فصلي الخريف والربيع. وفي سياق متصل، تشير إحصائيات المديرية من جهة أخرى، إلى أنه تم في إطار التنسيق مع المصلحة البيطرية الجمالية، القبض على كلاب وقطط وحيوانات ضالة بمختلف مقاطعات المدينة، وصل عددها إلى 8854 كلبا، و869 قطة، يوجد ضمنها 33 حيوانا مصابا بداء السعر، (20 كلبا، و6 حمير، قطتين، وحيوانات أخرى). هذا، وتتصدر مقاطعة سيدي البرنوصي قائمة المقاطعات الحضرية على مستوى القبض على الكلاب الضالة ب2134 كلبا، تليها عين السبع الحي المحمدي ب,1437 وآنفا ب,1293 ثم مقاطعة مولاي رشيد ب1090كلبا. فيما تأتي المناطق التي يفترض أن تضم أكبر نسبة من الحيوانات الضالة، في المراتب الأخيرة، إذ تم القبض بالنواصر على75 كلبا، وكلبين فقط بمديونة. وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الوطني للوقاية من داء الكلب بدأ في عام ,1986 وتم تعزيزه في غشت 2004 في أعقاب الإعلان عن وفاة 3 من الضحايا لقوا حتفهم بعد تعرضهم لعضات كلاب تحمل الفيروس. وتشير المعطيات الرسمية على المستوى الوطني، إلى أنه يسجل سنويا ما بين 20 و30 حالة من داء الكلب البشري، وما بين 400 إلى 450 حالة من حالات داء الكلب الحيواني. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2008 إلى أن داء الكلب يِؤدي بحياة نحو 55 ألف حالة وفاة سنويا، أي ما يناهز حالة وفاة واحدة فى كل 10 دقائق، ومعظم الوفيات البشرية بين 30 في المائة، إلى 60 في المائة من ضحايا عضات الكلاب هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما. كما يتسبب السعار في خضوع أكثر من عشرة ملايين شخص للعلاج، من جراء تعرضهم لهجوم حيوانات مصابة بالمرض. وداء الكلب (السعر)، هو مرض فيروسي حيواني، ينتقل من الحيوانات إلى البشر عن طريق العض أو الخدش، وتعتبر الكلاب المسعورة أهم ناقل لهذا المرض. وتظهر العلامات الأولى لمرض الكلاب على الإنسان في فترة تتراوح ما بين عشرة أيام وستين يوما بعد العضة (وهي في العادة بين 3 إلى 7 أسابيع). و يجب أن يبدأ العلاج قبل ظهور علامات المرض الأولى. أما إذا ظهرت علامات المرض قبل بدء العلاج فلا توجد طريقة ولا دواء لإنقاذ حياة المصاب.