انطلقت، يوم أمس، بمجموع جهات المغرب، العملية الوطنية للتلقيح ضد «أنفلونزا الخنازير» التي سجلت إقبالا متوسطا عليها خلال فترة أولى في 69 مركزا من بين ال177 المتواجدة بجهة الدارالبيضاء، والتي تشمل في هذه المرحلة الأشخاص المصابين بمرض الربو والالتهاب المزمن للرئة وللقصبات الهوائية وكذا الأشخاص المصابين بداء السكري، على أن يجري تلقيح النساء الحوامل في مرحلة قادمة. وكشفت وزارة الصحة أن عملية التلقيح ستغطي 60 في المائة من المواطنين، سيتلقون اللقاح ب1258 نقطة تلقيح في المراكز الصحية الحضرية والقروية، إلى جانب توفير وحدات متنقلة لتلقيح الأطفال والفئات المستهدفة عبر مجموع مدن المملكة. وأكدت مديرية علم الأوبئة بوزارة الصحة أن الحملة تشمل جميع الفئات العمرية من سنتين فما فوق، وتتوزع على 419 مركزا صحيا ومستشفى بالعالم الحضري و839 مستوصفا ومركزا صحيا بالعالم القروي. وجندت السلطات الصحية 600 فريق متنقل للتلقيح في عين المكان من أجل ضمان تلقيح المواطنين بالمناطق القروية النائية، كما عبأت لهذه الحملة مهنييها في قطاع الصحة، ضمنهم 7200 ممرض و2300 طبيب. وشهدت المراكز الصحية بالدارالبيضاء، أول أمس، إقبال 20 حالة كل ساعة، من مرضى داء السكري والربو، توافدوا لأخذ اللقاح بين الثامنة صباحا والسادسة مساء، علما بأن العملية تستهدف 97 ألف مصاب بالأمراض المزمنة، وسط توقعات بانتشار الفيروس بشكل أكبر وأوسع بسبب انخفاض درجات الحرارة. واستفاد من عملية التلقيح، في فترة سابقة، الأطباء والممرضون والعاملون في القطاع الصحي العمومي والخاص، وأكد مصدر طبي مطلع أن نسبة امتناع الأطر الطبية عن التلقيح يبلغ حوالي 70 في المائة. وأضاف المصدر ذاته أن نسبة الاستجابة المنتظرة للتلقيح وطنيا لن تظهر إلا بعد مرور أسبوعين، متوقعا نفس السيناريو الذي شهدته فرنسا التي بدأت قبل أسابيع في تلقيح مواطنيها. وحول الإصابات بفيروس «إيه.إتش1.إن1» التي يتوقع أن تكون الأكثر خطورة، أكد نفس المصدر أنها تضم الحوامل والمصابين بالسمنة المفرطة ومرضى القلب والسكري والشرايين والكلى والكبد والجهاز التنفسي، مشيرا إلى أن الحمل يعد من أكثر العوامل خطورة بحيث قد يؤدي إلى الوفاة في حالة إصابة صاحبته بفيروس «أنفلونزا الخنازير». هذا، وأكدت إحصائيات وزارة الصحة أن ما يقارب ثلاثة ملايين مغربي يعانون من مرض السكري، دون احتساب الحالات غير المصرح بها، في ظل غياب معطيات وبائية موثوق بها حول هذا الداء. وأفادت آخر دراسة وبائية تم إجراؤها على أشخاص يتجاوز سنهم 20 سنة بأن نسبة انتشار داء السكري المسجلة في المغرب عام 2008 قدرت ب10 في المائة، فيما قد ترتفع هذه النسبة لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 سنة. وبلغ عدد المصابين المشمولين بالتغطية الصحية وطنيا حوالي 339.922 مريضا، فيما يتراوح عدد الذين يعانون من مضاعفات صحية بسبب السكري 6.552 شخصا.