كشف مصدر مسؤول بمعهد باستور في الدارالبيضاء عن وجود وباء فيروسي جديد في المغرب، مشيرا إلى أن هذا الوباء لا يكتسي طابع الخطورة ويتعلق بالإصابة بنزلة البرد الحادة المعروفة ب«لاكريب»، داعيا المواطنين إلى الخضوع إلى اللقاح ضد هذا الفيروس إلى حدود شهر فبراير المقبل. وقال الدكتور الريش حسن، رئيس مصلحة التلقيحات بمعهد باستور، إن الأنفلونزا الموسمية التي تصيب البشر تتغير بشكل سنوي مثلما يتغير اللقاح الذي تنتجه مختبرات عالمية بتكليف من منظمة الصحة العالمية، مشددا على أن اللقاح ضد «لاكريب» يظل ملزما للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، كالسكري والقصور الكلوي وللعاملين في الشركات والإدارات بالنظر إلى سرعة انتقال عدوى الإصابة بالأنفلونزا وانعكاس ذلك على المردودية وما يرافقها من ظاهرة التغيب عن العمل في حالة الإصابة بالعدوى. وتتحدد أعراض نزلة البرد في ارتفاع درجة حرارة الجسم واحتقان الأنف والتهاب الحنجرة والإحساس بالتعب والإنهاك والألم في المفاصل والعضلات. وتدوم هذه الحالة مدة أسبوع وتجبر المصاب بها على ملازمة الفراش والخلود إلى الراحة. كما يحتاج المريض ب«لاكريب» إلى تناول مضادات الحرارة والألم فقط، دون استعمال المضادات الحيوية. وحسب الدكتور الريش، فإن معهد باستور يتوفر العام الجاري على 480 ألف لقاح ضد نزلة البرد مستوردة من فرنسا، وقد خضع قرابة 200 ألف شخص لعملية التلقيح إلى حدود منتصف دجنبر الجاري في حملة تستمر إلى غاية فبراير المقبل. و في رأي هذا الطبيب، فإن التلقيح السنوي بجرعة اللقاح المضاد للأنفلونزا يشكل أفضل وقاية ضد نزلة البرد ويمنح ردا مناعيا يمكن جسم الإنسان من تطوير المضادات الجسمية اللازمة لتفادي الإصابة بالفيروس. وتبدأ أعراض «لاكريب»، بظهور مفاجئ للحمى (وغالبا ما تكون درجتها مرتفعة) وصداع وتعب كبير وسعال جاف وآلام بالحنجرة وسيلان الأنف ووجع عضلي. وقد تستمر هذه الأعراض من أسبوع إلى أسبوعين. ولا يجب خلط هذه العلامات السريرية بالزكام. ومع موجة البرد غير المسبوقة في المغرب منذ 20 سنة خلت، يظل المواطنون مهددين بالإصابة ب«لاكريب»، وهو فيروس لا علاقة له بالزكام، ومن مضاعفات الأنفونزا الجديدة نجد الالتهاب الرئوي البكثيري وفقدان الماء من الجسم وكذا تفاقم الأمراض المزمنة التحتية. وتخص معظم حالات الاستشفاء والوفاة الناتجة عن الأنفلونزا الأشخاص المسنين والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة. أما أبرز المهددين بالإصابة بالأنفلونزا فهم الرضع ابتداء من ستة أشهر، ويشكل الأطفال مصدرا أساسيا لنقل العدوى إلى جميع أفراد العائلة. وحسب الإحصائيات الطبية لمعهد باستور، فإن المرض يصيب 40 في المائة من الأطفال دون سن الثالثة، وهم ينقلون العدوى إلى البالغين في غالب الأحيان. ويؤثر مرض الأنفلونزا الموسمية أيضا على الأشخاص المسنين، البالغين 65 سنة وما فوق، وقد يعرضهم للموت المفاجئ، خاصة الذين يعانون أمراضا مزمنة وخطيرة. وخلال العام الماضي اقتنى معهد باستور 450000 لقاح ضد نزلة البرد، بيعت منها 250 ألفا في الصيدليات، وقام المعهد بإجراء 20 ألف لقاح للمواطنين المترددين عليه وفي مقرات الشركات والأبناك. وحسب رئيس مصلحة علم الفيروسات بمعهد باستور، فإن الفيروس المسبب للمرض يغير خاصياته كل سنة، وهو الأمر الذي يستدعي تغيير مكونات اللقاح كذلك. كما أن العدوى تنتقل سريعا من المصابين ب«الأنفلونزا» إلى محيطهم الأسري وإلى زملائهم في العمل. وتتخذ الإصابة طابع الخطورة بالنسبة إلى المصابين بأمراض مزمنة كالربو والقصور الكلوي وأمراض القلب.