تعتزم وزارة الصحة إدراج التلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية ضمن برنامج التمنيع الوطني، الذي تنفذه لتلقيح الأطفال الصغار ضد الأمراض الفتاكة، والأكثر تهديدا لحياة المواطنين، لسد الفراغ، في غياب خطة وطنية للتمنيع ضد الفيروس في المغرب..بينما تهدد الإصابة به العديد من المواطنين، سيما الأطفال، والمسنون، والمصابون بأمراض خطيرة ومزمنة. وفي انتظار اعتماد هذه الخطة رسميا، ينصح الأطباء المختصون في دراسة وعلاج الأمراض الفيروسية والوبائية، المواطنين بالمسارعة إلى أخذ اللقاح المضاد لفيروس الأنفلوانزا الفصلية (الزكام العادي- la grippe)، الذي يوجد حاليا في الصيدليات، وفي معهد باستور. وتوصل المغرب بحوالي 600 ألف جرعة من هذا اللقاح، سعر كل واحدة منها 75 درهما، ينصح بعدم أخذها من قبل الأشخاص الذين لديهم حساسية ضد البيض، إلا بعد مراجعة الطبيب الخاص. وكشفت ندوة صحفية، نظمها معهد باستور ، بشراكة مع باستور سانوفي، أمس الثلاثاء،بالدارالبيضاء، عن إمكانية أخذ اللقاح المضاد لفيروس الأنفلونزا الفصلية ثلاثة أسابيع، على الأقل، قبل أخذ اللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، الذي يجهل، لحد الآن، موعد توفره في سوق الأدوية المغربية، تبعا للتصريحات الرسمية لمسؤولي الوزارة، الذين يؤكدون التوصل بالكميات الأولى منه في منتصف أكتوبر الجاري. وأكد محمد حصار، مدير معهد باستور، خلال اللقاء المذكور، على أهمية أخذ اللقاح المضاد لفيروس الأنفلونزا الفصلية، خلال المرحلة الممتدة من أكتوبر ونونبر، إلى غاية أبريل من كل سنة، مع إمكانية لجوء الأشخاص، الذين فاتتهم هذه الفرصة، للتمنيع خارج الفترة المذكورة، على أساس عدم تخطي شهر ماي من كل سنة. من جهته، قال عبد الرحمان بلمامون، مدير قسم الأوبئة في وزارة الصحة، إن التعفنات التنفسية تشكل السبب الأول والرئيسي لزيارة الطبيب في المغرب، بسبب نشاط الفيروسات وانتشارها في الأجواء خلال الفترة المذكورة، ما يجعل التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الفصلية يعني جميع المواطنين، المتراوحة أعمارهم بين أكثر من 6 أشهر وأكثر من 65 سنة، والموزعين على جميع مناطق البلاد، بمن فيهم سكان المناطق الجنوبية، حيث ترتفع درجة الحرارة، ويرجح سكانها ضعف احتمالات إصابتهم بالمرض. وأكد بلمامون تراجع نسبة الإصابة بفيروس الأنفلونزا الفصلية السنة الجارية في المغرب، وعدم ملاحظة أي شراسة في الفيروس، مقارنة بالنوع الذي كان سائدا السنة الماضية. وأكد الأطباء المتدخلون على ضرورة التلقيح ضد فيروس الزكام، نظرا لخصوصية الشهور المقبلة، إذ ينتشر فيروس الأنفلونزا الفصلية وفيروس الأنفلونزا الجائحة، المسبب لأنفلونزا الخنازير. وأشاروا إلى أن 98 في المائة من المواطنين في الأوساط المهنية لا يأخذون تمنيعهم ضد الأنفلونزا الفصلية رغم حملات التحسيس بأهميتها، ورغم التأكيد على مساهمتها في خفض نسب الوفيات بالزكام بما بين 50 إلى 80 في المائة، لنجاعة المضادات الحيوية، التي يعمل اللقاح على توليدها في الجسم لمقاومة الإصابة بالفيروس.