مع حلول كل فصل خريف يعود وباء الانفلوانزا ليلقي بظلاله على اهتمامات الرأي العام خصوصا ذلك الذي يصيب الطيور والذي خلف أجواء رعب حقيقية في السنوات الماضية حيث أسقط أرواح جحافل من الناس في شتى أصقاع المعمور، وتتحدث الإحصائيات أن ما بين 5 و15 بالمائة من سكان العالم أي ما يعادل 600 مليون من الأشخاص يعانون من إصابة المسالك التنفسية العليا في ظل الوباء السنوي للأنفلوانزا. وتوضح هذه الإحصائيات أن المضاعفات المرتبطة بالأنفلوانزا تمثل من 3 إلى 5 ملايين من الحالات المرضية الخطيرة والمؤدية إلى ما بين 250 ألف و500 ألف حالة وفاة على الصعيد العالمي. وفي لقاء عقده مؤخرا معهد باستور في المغرب شراكة مع سانوفي باستور أكد خبراء أن التلقيح السنوي (أي حقن جرعة لقاح مضاد للانفلوانزا) يشكل أفضل وقاية ضد هذا الوباء ويقدم ردا مناعيا يمكن جسم الإنسان من تطوير المضادات الجسمية اللازمة لتفادي الإصابة بالفيروس ونصح هؤلاء الخبراء السكان خصوصا المسنين والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة التلقيح في أقرب الآجال. وأوضح الخبراء أنه عادة ما يتم التلقيح ضد الانفلوانزا في النصف الشمالي من العالم بين شهري سبتمبر ونوفمبر، إلا أن دراسات أجريت طيلة عشرين سنة أكدت أن مرض الأنفلوانزا يكون في أوجه خلال شهر فبراير، لذلك توصي مراكز مراقبة الأمراض في الولاياتالمتحدة على التلقيح طيلة موسم الانفلوانزا وإلى غاية شهر ماي، وأوضح الخبراء أن هذه الحقيقة تنطبق على حالة المغرب حيث يتبين وفق معطيات إدارة علم الأوبئة بوزارة الصحة أن فترة التلقيح من هذا الداء ستمتد في بلادنا هذا الموسم من سبتمبر 2008 إلى غاية ماي 2009. وعادة ما تبدأ الانفلوانزا بالظهور المفاجئ للحمى (غالبا ما تكون درجتها مرتفعة) وبالصداع وتعب كبير وسعال جاف وآلام الحنجرة وسيلان الأنف والوجع العضلي، وقد تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوع إلى أسبوعين، ولا يجب خلط هذه العلامات السريرية بالزكام. ومن بين مضاعفات الأنفلوانزا نجد الالتهاب الرئوي البكتيري وفقدان الماء من الجسم وكذا تفاقم الأمراض المزمنة التحتية، وتخص معظم حالات الاستشفاء والوفاة الناتجة عن الانفلوانزا الأشخاص المسنين والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة).