تواترت الكتابات الصحافية وتعليقات القراء التي ترجع انتشار وباء أنفلوانزا الخنازير إلى مؤامرة من قبل المقاولات الاقتصادية، وخاصة العاملة في مجال الأدوية لإيجاد فرص الرواج الاقتصادي لمنتوجاتها، وهناك من يعتبرها مجرد خدعة من المنظمات الدولية لصرف انتباه الناس عن ما يدور في العالم. واعتبر الدكتورعبد الهادي مصباح، استشاري المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، أن فكرة المؤامرة موجودة دائما عند ظهور أي مرض أو فيروس جديد، ولكن الحقيقة أننا كنا ننتظر هذا الوباء منذ عدة سنوات، لأن فيروس الأنفلونزا يملك خاصية التحور التي تمكنه من تغيير هويته الجينية كل عدة سنوات مسببا وباء عالميا. وأضاف في حوار مفتوح أجراه معه موقع إسلام أولاين قبل أسبوع، أن هذا الأمر قد تكرر خلال القرن الماضي 3 مرات، أولها كان في عام 1918 و1919 وحصد ما يقرب من 40 مليون شخص حول العالم، وكانت تسمى بـالأنفلونزا الإسبانية ثم تكرر الوباء عام 1957 وتسبب في وفاة مليوني شخص حول العالم، وكان الوباء مسمى بـالأنفلونزا الآسيوية، وكان آخر الأوبئة في القرن الماضي عام 1968 وسمي بـأنفلونزا هونج كونج والتي حصدت ما يقري من مليون شخص. ومنذ 41 عاما، يضيف مصباح، لم يحدث وباء عالمي وكان من المتوقع أن يكون فيروس أنفلونزا الطيور ب5خ1 هو المرشح الأول لكي يحدث هذا الوباء منذ بداية انتقاله من الطيور إلى البشر عام 1997 في هونج كونج إلا أن الفيروس، يوضح مصباح، فاجأنا بحدوث الوباء من خلال فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1 الذي يتكون من جينات 4 سلالات هي انفلونزا الخنازير أمريكا الشمالية وانفلونزا الخنازير أوروبا وآسيا وانفلونزا الطيور أمريكا الشمالية والانفلونزا البشرية الموسمية لذلك ففكرة المؤامرة مستبعدة لأن هذا هو التطور الطبيعي الذي يحدث لفيروس الانفلونزا على مر السنين.