تحولت الدارالبيضاء الكبرى، ليلا، إلى مدينة مظلمة ومخيفة بسبب ضعف الإنارة العمومية بعد أن استبدلت شركة «ليدك» الفرنسية المصابيح الكهربائية القديمة بمصابيح جديدة بإنارة شبيهة ب«فيوزات» السيارات، بل إن هناك شوارع وأحياء بكاملها تعرضت فيها هذه المصابيح إلى أعطاب دون أن يشملها أي إصلاح، مما جعل المدينةالبيضاء تصبح مدينة سوداء. ورغم أننا نبهنا أكثر من مرة إلى خطورة هذا الأمر، فإن مصالح «ليدك» لم تبذل أي مجهود لتصحيح هذا الوضع المختل الذي لا يبنغي أن يستمر طويلا. المثير أكثر أن ذلك يحصل في أكبر مدينة مغربية تشكل العاصمة الاقتصادية للممكلة وتضم أكبر تجمع سكاني في المغرب، دون أن يتحرك الوالي حلاب ولا العمدة ساجد ولا المنتخبون للمطالبة على الأقل بالعودة إلى الوضع السابق عندما كانت للدار البيضاء إنارة عمومية. غياب الإنارة العمومية يوفر مناخا ملائما لتفريخ أعشاش الجريمة واعتراض سبيل المواطنين والسرقة وكافة أشكال الجريمة، إضافة إلى ما يسببه ذلك من متاعب لأصحاب السيارات ويضاعف من حوادث السير. ولم يبادر المنتخبون إلى تدارك الوضع، رغم الزيارات الملكية للمدينة التي كان السكان يأملون أن تكون حافزا للمسؤولين على إطلاق أوراش الإصلاح. والغريب أيضا أن هذا الأمر يحصل في الوقت الذي يمسك فيه حزب العدالة والتنمية بدفة التسيير، هذا الأخير الذي لا يكف عن انتقاد المجالس السابقة دون أن يكون قادرا على انتقاد «ليدك»، وذلك لتفادي «الاصطدام» بالسفارة الفرنسية الداعمة لهذه الشركة النافذة.