استنادا إلى أنباء صحفية إسبانية، فإن الشرطي من أصل مغربي الذي تتوفر السلطات الاستخبارية الهولندية على معطيات حول نشاطه مع الاستخبارات الخارجية المغربية، والذي يبلغ حاليا 38 سنة من عمره، قد انخرط في صفوف الأمن الهولندي وهو شاب يبلغ 19 سنة فقط. وحسب يومية «الباييس» الإسبانية التي أوردت ملفا متكاملا حول النشاط الاستخباري للشرطي الهولندي من أصل مغربي، فإن ر. المحاولي حاصل على شهادة الباكالوريا التي خولت له الدخول مبكرا في صفوف الأمن الهولندي، وأنه اكتسب شهرة كبيرة في الوسط السياسي وصلت أنباؤها حتى أبواب القصر الملكي الهولندي وأميرته ماكسيما زوجة ولي عهد هولندا. وقد استطاع الشرطي الهولندي من أصل مغربي أن يخصص أوقات فراغه للعمل الجمعوي، وأنشأ بهذا الخصوص مشروعا لإعادة إدماج الشباب الهولندي من أصل مغربي ممن فشلوا في الاندماج الاجتماعي وفي مسارهم الدراسي والمهني، وهو المشروع الذي أعجبت الأميرة ماكسيما بنتائجه وقررت تبنيه وإطلاق اسم «مشروع ماكسيما» عليه. وكان ر. المحاولي قد أقنع فئة من 57 شابا هولنديا من أصل مغربي بإعادتهم إلى الحياة المهنية وقدم لهم دروسا في المواطنة والاندماج، وحرص شخصيا على تشغيلهم كحاملي حقائب بمطار روتردام الدولي، وهو المشروع الذي لاقى إعجاب آندري روفويت، وزير الشباب والأسرة في الحكومة الهولندية برفقة الأميرة ماكسيما، وهما الشخصيتان اللتان ظهر معهما الجاسوس المغربي في صورة أخذت لهم خلال حفل تقديم الشواهد للشباب المستهدف من «مشروع ماكسيما». واستنادا إلى معطيات صحيفة «إلباييس» التي أعاد موقع «باقشيش» الفرنسي الإخباري نشرها، فإن الجاسوس المحاولي، ونظرا لعمله في الأمن الهولندي، كان يستطيع بسهولة الوصول إلى مراكز المعلومات والمعطيات الأمنية بخصوص ملفات الهجرة، وأن الدبلوماسيين المغربيين اللذين كانا يعملان في سفارة المغرب بهولندا واستدعاهما المغرب في وقت لاحق، هما من جندا الشرطي الهولندي للعمل مع الاستخبارات المغربية، وكانا صلة وصل بينه وبين رؤسائهم في المغرب. إلى ذلك، طالب اليمين الهولندي المتشدد في جلسة برلمانية همت مساءلة وزير الخارجية الهولندي حول قضية التجسس المغربي، بإغلاق سفارة المغرب بلاهاي وطرد الدبلوماسيين المغاربة، بعد أن كشف فؤاد الحاجي، مستشار من أصل مغربي ببلدية روتردام خلال برنامج تلفزيوني، أن المغاربة الحاملين للجنسية الهولندية يتلقون دوما ضغوطا وعروضا من أجل العمل لصالح الاستخبارات الخارجية المغربية التي تتابع تحركاتهم بكثير من اليقظة والاهتمام. هذا، وقد أعلن وزير العدل الهولندي أن المتابعة القضائية في حق الشرطي الهولندي من أصل مغربي ر. المحاولي، التي كانت قد توقفت في وقت سابق، قد تم تحريكها من جديد من قبل النيابة العامة، وأنه مهدد حاليا، بعد الانتهاء من التحقيق معه في تهمة التجسس، بفقدان جنسيته الهولندية.