لم تمر حرب التزكيات المشتعلة بين المرشحين لقيادة لوائح الأحزاب خلال الانتخابات التشريعية المقبلة بمختلف دوائر جهة الغرب الشراردة بني احسن بردا وسلاما على جل الأحزاب، التي أعلنت مشاركتها في هذه الاستحقاقات، بعدما قاد التنافس على منصب وكيل اللائحة إلى إشعال فتيل الفتنة داخل هذه الأحزاب، يُرجح أن تستمر تداعياتها إلى ما بعد 25 نونبر. أولى بوادر حصاد هذه الحرب عرفها حزب العدالة والتنمية حينما أعلن عبد السلام زمارنة، العضو بجماعة سيدي الطيبي، استقالته من الحزب، احتجاجا على عدم اختياره ضمن قائمة المرشحين الأربعة، الذين يشكلون لائحة حزب المصباح بدائرة القنيطرة، وهو ما دفعه إلى مغادرة الحزب والالتحاق رسميا بجبهة القوى الديمقراطية، التي اختارته وكيلا للائحتها في نفس الدائرة. والموقف ذاته من المنتظر أن يتخذه محمد كني، رئيس الجماعة المذكورة، المنتمي إلى الحزب نفسه، بعدما راجت بقوة أخبار تفيد بقرب التحاقه بحزب الحركة الشعبية والحصول على وصيف وكيل لائحته، الذي منح للبرلماني العربي المهيدي، المستشار الجماعي ببلدية مهدية. حزب الاستقلال هو الآخر لم يسلم من نار الانشقاقات، التي باتت تهدد قيادته بعدد من المجالس المنتخبة بالجهة، مثلما حصل بمدينة سوق أربعاء الغرب، حيث لم يستسغ الاستقلالي جواد غريب، رئيس البلدية، عدم تزكيته وكيلا للائحة حزب الميزان بدائرة الغرب، فقرر الانسحاب من حزب الاستقلال والالتحاق بحزب التجمع الوطني للأحرار بعدما تلقى وعودا بجعله على قائمة مرشحي رمز الحمامة في هذه الدائرة، التي خصصت لها ثلاثة مقاعد برلمانية. كما أثار تصويت أغلبية أعضاء المجلس الوطني للحزب بإقليم القنيطرة على بوسلهام الديش، رئيس جماعة المناصرة، لقيادة لائحة حزب الاستقلال بدائرة القنيطرة استياء كل من المستشار مترجي بنعلي، العضو بجماعة الحدادة، الذي كان متفائلا بشأن حصوله على وكيل لائحة الحزب باعتباره المرشح الوحيد في منطقته، وكذا خليل يحياوين، رئيس جماعة مهدية، الذي غادر المقر العام للحزب بعد عملية التصويت وهو في حالة غضب شديد، حيث رجحت المصادر أن يكون قد دخل في مفاوضات مباشرة مع حزب التقدم والاشتراكية للترشح برمز الكتاب خلال هذه الانتخابات. أما بخصوص حزب الاتحاد الدستوري فيبدو أنه في وضع لا يحسد عليه، بفعل الاستقالة غير المتوقعة للمستشار البرلماني عبد المجيد المهاشي من الحزب، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس المجلس الإقليمي للقنيطرة، وإعلانه الانضمام إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي قررت لجنته الجهوية للانتخابات منحه التزكية، بعدما رفض حزب الحصان اعتماده وكيلا للائحة مرشحيه في هذه الدائرة، واختار بدلا منه حسين رحوية، رئيس جماعة عامر السفلية، الذي يواجه مشاكل مع أبناء منطقته بسبب مقلع للرمال، وهو الاختيار الذي دفع أيضا البرلماني نور الدين الكرديع إلى الانسحاب من الحزب، والالتحاق بحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي رشحه لقيادة لائحة الحزب بدائرة القنيطرة، رغم أنه لا يتوفر سوى على الشهادة الابتدائية.