أشعلت الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في نونبر المقبل، فتيل الصراع حول طلب الحصول على التزكية في العديد من الأحزاب بإقليم القنيطرة، دفعت بعض الطامحين إلى الظفر بأحد المقاعد الأربعة المخصصة لهذه الدائرة إلى التفكير في مغادرة حزبه وركوب موجة الترحال السياسي بحثا عن تزكية تمكنه من الترشح كوكيل لائحة حزب معين للبرلمان القادم دون منافسة. وقالت مصادر عليمة إن الصراع على أشده بحزب التقدم والاشتراكية بين الأستاذين الجامعيين الطيبي الطويل، عضو اللجنة المركزية، وعضو نقابة التعليم العالي، وعبد السلام الصديقي، عضو الديوان السياسي، الحامل للدكتوراة في الاقتصاد، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز برئاسة جامعة ابن طفيل، رغم أن جهات من داخل الحزب تستبعد تزكية الصديقي كوكيل للائحة حزب الكتاب بالقنيطرة طالما أن تاريخ التحاقه بالمدينة لم يكن إلا مؤخرا، وبالتالي، تضيف الجهات نفسها، فإن مناضلي الحزب يسيرون في اتجاه تزكية الطيبي، عضو المكتب المحلي لحزب التقدم والاشتراكية. المنافسة نفسها محتدمة بحزب الحصان، لكنها كانت أقوى وأشرس بعد دخول صقور الاتحاد الدستوري بالإقليم حلبة الصراع. ويتعلق الأمر بكل من عبد المجيد المهاشي، رئيس لجنة الداخلية بالغرفة الثانية، ورئيس المجلس الإقليمي للقنيطرة، والعضو في مجلس المدينة نفسها، والشاوي بلعسال، رئيس جماعة مولاي بوسلهام، وحسين رحوية، رئيس جماعة عامر السفلية، إضافة إلى البرلماني نور الدين الكرديع، الملقب بولد رحيمو، الذي يراهن على أصوات أبناء قبيلته بمنطقة بنمنصور للظفر بولاية أخرى. أما حزب الاستقلال، الذي فقد الكثير من إشعاعه بالمنطقة منذ محاكمة عبد الله الوارثي، مهندس خريطته بجهة الغرب، بجرائم الفساد الانتخابي، فلم يحسم بعد في أمر وكيل لائحته للبرلمان القادم، حيث لا زال الصراع محتدما بين الديش بوسلهام، المهندس في شركة اتصالات المغرب، الذي يرأس جماعة المناصرة، وخليل يحياوين، رئيس جماعة مهدية، ومصطفى برقية، رئيس جماعة سيدي علال التازي، في الوقت الذي تشير أخبار غير مؤكدة إلى إمكانية دخول كل من كريم آيت أحمد، عضو مجلس الجهة، وجواد غريب، رئيس بلدية سوق أربعاء الغرب، على خط المنافسة على وكيل لائحة حزب الميزان بالإقليم. وفيما يتعلق بحزب العدالة والتنمية، فإن مصادر مطلعة رجحت بقوة تجديد الثقة في عزيز رباح، عضو الأمانة العامة للحزب ورئيس المجلس الجماعي لمدينة القنيطرة، لقيادة سفينة الحزب خلال هذه الاستحقاقات، ومنح عزيز كرماط، الكاتب المحلي للحزب، ونائب رباح في المجلس نفسه، المرتبة الثانية في لائحة حزب المصباح، حيث يتوقع إخوان بنكيران أن تساهم حصيلة تدبير حزبهم لشؤون جماعة القنيطرة، في تكرار إنجاز السنة المنصرمة ببلوغ اثنين من لائحته قبة البرلمان. وفي نفس السياق، يعول الاتحاديون كثيرا على توفيق لحلو، الذي يتميز بحضوره القوي في الأنشطة الخيرية والاجتماعية، للحصول على مقعد برلماني ينسيهم كبوة الانتخابات الجماعية الأخيرة، التي مني فيها حزب الاتحاد الاشتراكي بهزيمة نكراء جعلته يخرج بخفي حنين منها، لكن العديد من أنصار حزب الوردة بدوا غير متفائلين بهذا الاختيار، وكان بعضهم يفضل تزكية محمد الرملي، النائب الإقليمي السابق لوزارة التربية الوطنية بالقنيطرة، لنفوذه المتجذر في بادية المنطقة. ودفع التجمع الوطني للأحرار بمحمد الفيلالي القصري، رئيس عصبة الشمال الغربي لكرة السلة، مرشحا له، والذي يخوض لأول مرة تجربة الترشح للغرفة الأولى معتمدا على نشاطه في الميدان الرياضي، فيما اختار حزب الحركة الشعبية البرلماني العربي المهيدي، عضو جماعة المهدية، وكيلا للائحته في الإقليم، بينما لا زال الغموض يلف هوية وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما انحصر الصراع بين سعيد حروزة، الأمين العام الإقليمي لحزب البام، ومليود لخضر، الذي يحظى بشعبية كبيرة في جماعتي المناصرة وبنمنصور.