تواجه قيادة حزب الاستقلال امتحانا عسيرا في أفق الحسم في تزكية وكلاء لائحتها الانتخابية عن دائرة سلا برسم انتخابات مجلس النواب، المقرر إجراؤها في 25 نونبر القادم. وتبدو قيادة حزب الوزير الأول عباس الفاسي محليا ووطنيا في وضع لا تحسد عليه، إذ ستضطر للحسم ما بين عمر السنتيسي، رئيس مقاطعة «لعيايدة» والنائب البرلماني، القادم إلى حزب الاستقلال من حزب الحركة الشعبية، والخليفي لقدادرة، رئيس جماعة «بوقنادل»، حول من سيتصدر لائحة الحزب في دائرة سلاالجديدة، حسب ما أفادت به مصادر حزبية «المساء»، مشيرة إلى أن مهمة قيادة الحزب تبدو صعبة في ظل تهديد الصريح الذي أطلقه لقدادرة، أحد أبرز المرشحين للظفر بمقعد برلماني في دائرة سلاالجديدة، بالرحيل عن الحزب نحو وجهة حزبية جديدة وما يمكن أن يشكله ذلك الرحيل من خطر على حظوظ حزب الاستقلال خلال الانتخابات النيابية القادمة. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن تهديد رئيس جماعة «بوقنادل» بالرحيل مرده رغبة قيادات استقلالية جهوية ووطنية في تزكية شقيق صهر عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، عمر السنتيسي، وكيلا للائحة في دائرة سلاالجديدة. ويأتي ذلك في وقت تتحدث فيه مصادر استقلالية مطّلعة عن قرب إعلان رئيس جماعة «بوقنادل» مغادرته حزب الاستقلال والالتحاق بحزب الاتحاد الدستوري، مشيرة إلى أن إعلان المغادرة هو مجرد «مسألة وقت». كما يأتي في وقت تطرح فيه أكثر من علامة استفهام حول عدم تجديد فرع الحزب في جماعة «بوقنادل»، التي يترأس مجلسها الحزب بأغلبية مريحة، خاصة في ظل عدم معرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء التأجيل وعدم تمكن خالد الطرابلسي، مفتش الحزب، من تجديد الفرع. من جهة أخرى، لم ينفِ رئيس جماعة بوقنادل عزمه على مغادرة حزب الوزير الأول، مشيرا إلى أن ذلك مرتبط بدرجة أولى بمضامين التقطيع الانتخابي وبموقف الحزب من ترشيحه على رأس اللائحة وقال: «في آخر لقاء عقدتُه مع منسق الجهة ومفتش الحزب ومسؤولين آخرين، كان رد قيادة الحزب أن قرار تحديد وكلاء اللوائح لم يُتَّخَذ بعد، لكنني كنت صريحا معهم بأن أخبرتهم: «التزكية أو الرحيل». وعلى كل حال، أنا الآن في صراع معهم حول ترشيح «ناسْ عاد قْطر بيهومْ السقف»، معتبرا في رد عن سؤال ل«المساء» حول إن كان دعم بعض القيادات لترشيح السنتيسي كوكيل للائحة هو الذي يدفعه إلى الرحيل، أن «هناك مصالح مشتركة بين بعض القيادات التي تجعل خدمة مصالحها الشخصية تحظى بالأولوية على مصلحة الحزب، وهو ما يدفع مناضلي الحزب إلى المغادرة». إلى ذلك، يعيش حزب الاستقلال في مدينة سلا، وهو يُحضّر للانتخابات التشريعية والجماعية القادمة، على صفيح ساخن في ظل الوضع التنظيمي الصعب الذي يعيشه، والمتسم ببروز تناقضات تهدّد بتفجر خلافات بين الاستقلاليين تُذكّر بتلك التي حصلت عشية الانتخابات الجماعية لسنة 2009، حين انقسم الحزب إلى استقلاليين مساندين لإدريس السنتيسي، العمدة السابق، بزعامة عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية، واستقلاليين مؤيدين للتحالف المسير حاليا لمجلس المدينة، والمشكل من التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية.