كشفت مصادر حزبية أن خلافات حادة عاشها الفريق الحركي، الذي يتصدر الأحزاب الممثلة في مجلس مدينة الرباط، كادت تؤدي إلى انفجاره ورحيل عدد من المستشارين نحو وجهات حزبية أخرى، خاصة حليفه السابق حزب الأصالة والمعاصرة. وذكرت المصادر ذاتها ل«المساء» أن خلافات حادة نشبت قبل انعقاد الجلسة الثانية لدورة يوليوز لمجلس مدينة الرباط بين قياديين في الحركة الشعبية، خاصة بين عبد القادر تاتو، عضو المكتب السياسي، والحسين الكرومي، نائب عمدة الرباط، الممسك بالكثير من الخيوط في المجلس، ومهندس التحاق عدد من المستشارين، خاصة من حزب الأصالة والمعاصرة، بالفريق الحركي ليصبح القوة العددية الأولى بالمجلس. ووفق المصادر نفسها، فإن مرد تلك الخلافات الحادة يعود بالدرجة الأولى إلى التنافس بين الرجلين القويين حول تزكية الحزب لأحدهما بمناسبة السباق نحو الظفر بمقعد خلال الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 25 نونبر القادم على مستوى دائرة يعقوب المنصور، مشيرة إلى أن الرجلين أبدى كل واحد منهما تمسكه بأن يكون على رأس لائحة الحزب بدائرة المحيط بالرباط، وخاصة الكرومي الذي أعلن رفضه المطلق بأن يحل ثانيا خلف تاتو. إلى ذلك، أثارت الخلافات داخل الفريق الحركي شهية حليفه حزب الأصالة والمعاصرة، الذي باشر اتصالات بالغاضبين من أجل استقطابهم إلى بيت «البام» لاستعادة بعض قوته التي أضعفها نزيف الاستقالات والالتحاق بحزب العنصر، خاصة في مقاطعتي حسان ويعقوب المنصور. ووفق مصادر من المجلس، فإن اتصالات في هذا الاتجاه باشرها قياديون في «البام» على مستوى مجلس المدينة من أجل استقطاب مستشاري الحركة، لكن دون أن يفلحوا في ذلك بعد أن تمكن الفريق الحركي من نزع فتيل النزاع داخله وتلافي نزيف كان سيؤثر على حظوظ الحزب خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة، بإرضاء كل من تاتو والكرومي، كاشفة في هذا الصدد أنه تم الاتفاق على أن يترأس تاتو لائحة الحزب بدائرة المحيط على أن يكون الكرومي هو مرشح الحزب لمنصب عمدة الرباط خلال الانتخابات الجماعية القادمة. من جهته، أكد الكرومي، نائب عمدة الرباط في اتصال هاتفي مع «المساء» على أنه حركي وسيبقى كذلك، وأنه لن يرحل عن الحزب، مشيرا إلى أنه لا يولي اهتماما كبيرا بالظفر بمقعد في مجلس النواب القادم، وإنما يولي اهتماما بعمدية العاصمة نظرا لما راكمه من خبرة في تسيير الشأن المحلي. وفيما تمكن حزب الحركة من تفادي الأسوأ، وهو يحضر للمحطات الانتخابية المقبلة، التي يراهن عليها لاستعادة بعض بريقه، تبدو قيادة الحزب في وضع لا تحسد عليه وهي تدبر ملف التزكيات، الذي ظل طيلة السنوات الماضية ملفا شائكا داخل الحركة. وفي هذا السياق، تبدو مهمة قيادة حزب السنبلة صعبة للفصل في القيادي، الذي سيترأس لائحة الحزب بدائرة شالة الرباط، في ظل تنافس ثلاثة أسماء وازنة، هي عمر البحراوي، عمدة الرباط الأسبق، وإبراهيم الجماني، نائب العمدة الحالي، وسعيد أولباشا، الوزير الأسبق. وتشير مصادر حركية مهمة إلى أن تغليب اسم على آخر قد يجعل الحزب مقبلا على موجة جديدة من المغادرة شبيهة بتلك التي حدثت عشية الانتخابات الجماعية ل 2009.