يواجه الاتحادي فتح الله ولعلو، عمدة الرباط، مصيرا مجهولا، بعد أن قرر مستشارو حزبي الحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة مقاطعة دورة مجلس المدينة التي كان من المفترض عقدها صباح أمس الأربعاء، معلنين بشكل واضح عن مطلبهم بإبعاد حزب العدالة والتنمية وتمكينهم من مشاركة وزانة تتناسب ووضعهم في المجلس بعد أن أصبحوا يمتلكون الأغلبية. واضطر ولعلو، صباح أمس، إلى الإعلان عن رفع الدورة لعدم توفر النصاب القانوني لعقدها، بعد أن قاطعها 23 مستشارا من الأصالة والمعاصرة و26 مستشارا من الحركة الشعبية. ويجد ولعلو نفسه في وضع لا يحسد عليه لضمان استمرار تربعه على كرسي عمودية الرباط، حيث هو الآن بين خيار إبعاد حزب العدالة والتنمية -الذي أوصله إلى العمودية- عن التحالف المسير وإعادة تشكيل مكتب مجلس المدينة، وخيار فقدان منصبه كعمدة لصالح عمدة جديد. ويأتي قرار مقاطعة مستشاري حزبي الحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة لدورة مجلس المدينة بعد 24 ساعة من مقاطعة أعضاء الحزبين لأشغال لجنة المالية، بمن فيهم الحسين الكرومي، رئيسها. إلى ذلك، اعتبر عبد القادر تاتو، القيادي في الحركة الشعبية، أن على ولعلو أن يتحلى بالشجاعة السياسية وأن يوضح الرؤية داخل المجلس، مشيرا بلهجة حادة إلى أنه «لا يمكن أن نستمر في مؤامرة الصمت حول ما تعرفه العاصمة، فإما أن يضمن مشاركتنا في التسيير أو أن يتحمل مسؤوليته». وبينما وصف القيادي الحركي مساندة الأغلبية للأقلية داخل مجلس المدينة بالحالة الشاذة التي حولت حزبه وحليفه «البام» إلى «مجرد آلة للتصويت حان الوقت لعدم الاستمرار فيها»، كشف محمد بنحمو، عن حزب الأصالة والمعاصرة، عن نوايا معارضي ولعلو بقوله في تصريح ل«المساء»: «يتعين توضيح الصورة الضبابية داخل المجلس، ونريد أن نتحمل المسؤولية في إطار واضح المعالم. لقد أعربنا داخل «البام» عن حسن نيتنا منذ أن قبلنا تمكين الرئيس من أغلبية مريحة للعمل، وذلك رغبة منا في إخراج المدينة من عنق الزجاجة، لكن هناك التزامات ودفتر تحملات لم يحترم من طرف الرئيس»، وهو انتقاد واضح لأداء ولعلو منذ انتخابه كعمدة للرباط خلفا للحركي عمر البحراوي. من جهته، قال مصطفى عقيل، عن حزب الحركة الشعبية، ل«المساء»: «إنه لا يمكن العبث بمصالح العاصمة، وإن الواقع يفرض علينا أن نراجع تجربة سنة، خاصة وأن بعض الأمور التي اتفقنا عليها لم تطبق. وعلى كل حال، نحن في تنسيق مطلق مع الأصالة والمعاصرة لاتخاذ ما يتعين اتخاذه في مثل هذه المواقف». إلى ذلك، اعتبر عبد السلام بلاجي، نائب عمدة الرباط عن حزب العدالة والتنمية، في اتصال أجرته معه «المساء»، أن للحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة، كفريقين سياسيين، الحق في اتخاذ أي قرار بالمقاطعة، مشيرا إلى أنه «كتحالف، نرى أنه، إلى حد الآن، ما زال التحالف الموسع قائما».