أفضت اتصالات قادها خلال الأسابيع الماضية عبد القادر تاتو، رئيس مجلس عمالة الرباط، وعضو المكتب السياسي للحركة الشعبية المكلف بالتنظيمات السياسية، إلى استقطاب مستشارين جماعيين من حزب التجمع الوطني للأحرار. ويتعلق الأمر بكل من الحسين الكرومي، نائب عمدة الرباط، وسعد بنمبارك، عضو المكتب الموسع لمجلس المدينة، والرئيس السابق لمقاطعة حسان، عبد الإله الدغمي، عضو مجلس المدينة، ورئيس لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المدينة، فضلا عن مستشارين جماعيين وفعاليات أخرى بالرباط. وبهذا الاستقطاب يصبح حزب السنبلة الذي ما زال لم يهضم بعد فقدانه عُمدية العاصمة، بعد مرور سنة على انتخاب الاتحادي فتح الله ولعلو عمدة لعاصمة المملكة، إثر الإطاحة بعمر البحراوي من قبل التحالف المشكل من الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار والاستقلال والعدالة والتنمية أول قوة سياسية في مجلس المدينة، ويشكل إلى جانب حليفه حزب الأصالة والمعاصرة قوة عددية مؤثرة لا يمكن الاستهانة بها (28 مستشارا حركيا و15 مستشارا من الأصالة والمعاصرة). وحسب قيادي حركي، فإن عملية الاستقطاب تحكمت فيها العلاقات الشخصية التي تربط تاتو بالملتحقين الجدد بصفوف حزب السنبلة أكثر من أي شيء آخر، وكذا عزمهم مغادرة التجمع الوطني للأحرار عن سبق إصرار بالنظر إلى «إحساسهم بالتهميش داخله»، مشيرا إلى أن لقاء جمع القادمين من حزب «الحمامة» الأسبوع الماضي بامحند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، وتخلله نقاش صريح حول التنظيم وهياكله، كان كافيا للإعلان الرسمي عن انضمام الكرومي ومن معه إلى البيت الحركي. إلى ذلك، اعتبر عبد القادر تاتو، عضو المكتب السياسي للحركة، أن تعزيز صفوف الحزب بالكرومي وبنمبارك والدغمي، وبنحو 5 مستشارين جماعيين، تترتب عنه نتائج على مستوى موقع الحركة داخل مجلس المدينة، وعلى مستوى اتخاذ القرارات الكبرى والتسيير، وقال في اتصال مع «المساء»: «بناء على التطورات الجديدة يتعين أن يعطي كل ذي حق حقه، وأن يتم إنصاف فريق يضم 28 مستشارا بيد أنه لا يسير، في حين أن فريقا يضم 3 مستشارين يقود تسيير مجلس المدينة»، مستبعدا أن يقود حزبه «انقلابا في الوقت الراهن ضد عمدة الرباط وتحالفه». وفيما ترى مصادر من مجلس المدينة أن ولعلو، الذي نهج منذ انتخابه عمدة للعاصمة، سياسة إرضاء خواطر المعارضة، ومحاولة «امتصاص» معارضتها، سيضطر أمام الوضع الجديد إلى الاستجابة لمطالب الحركة تجنبا للمشاكل ولكل ما من شأنه أن يعكر صفو القيادة الموسعة لشؤون العاصمة. واستبعد عبد السلام بلاجي، نائب العمدة عن حزب العدالة والتنمية، أن يؤثر التحاق المستشارين على عمل المجلس على اعتبار أنه يضم أغلبية موسعة، ولم يعد أي حزب بعد تجربة المكتب الموسع في المعارضة بما في ذلك حزب الحركة الشعبية الممثل تمثيلا محترما فيه. وقال ل«المساء»: «منطقيا وواقعيا، الحركة الشعبية في الأغلبية وفي المكتب المسير للمجلس، لكن ذلك لا يمنعني من القول بأن كل الاحتمالات تبقى واردة»، مشيرا إلى أن انضمام شخص كالكرومي بتجربته وبدوره في تأسيس التحالف المسير للرباط لن يكون في اتجاه تكسير التحالف، وإنما سيكون في اتجاه دعم الأغلبية التي يشكلون أحد مكوناتها.