لم تستبعد مصادر من حزبي التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية إقامة تنسيق بينهما في الاستحقاقات المقبلة ل«الإطاحة» بعمدة مدينة الرباط، الحركي عمر البحراوي، مشيرة إلى أن الغرض الأساسي من الانتخابات هو اختيار الأصلح لإدارة الشأن العام، ومحاربة ما وصفته ب«الفساد والارتجال» الذي يطبع تسيير الشأن المحلي لعاصمة البلاد. واعتبر سعد بنمبارك، رئيس مقاطعة حسان وعضو المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني، أن الحزب الذي من المتوقع أن يكون الأقرب إلى إقامة تحالف مع حزبهم، والإطاحة بعمدة الرباط الحالي هو حزب العدالة والتنمية، بالنظر إلى تقاطع مواقف عدد من أعضائه مع مواقف حزب أعضاء التجمع الوطني للأحرار، على مستوى مجلس العاصمة الرباط، والتي تصب في ضرورة اختيار بديل للعمدة الحالي، وهو ما يجعل الحزبين يتجهان إلى إقامة تحالف بعد فرز نتائج انتخابات 12 يونيو المقبل. ويخوض ثلاثة رؤساء مقاطعات بالعاصمة الرباط، من التجمع الوطني للأحرار، الانتخابات الجماعية المقبلة، وهم النائب البرلماني والقيادي الجديد بحزب الحمامة فوزي الشعبي رئيس مقاطعة السويسي، وعضو المجلس الوطني للحزب سعد بنمبارك رئيس مقاطعة حسان، والحسين الكرومي رئيس مقاطعة يعقوب المنصور، بالإضافة إلى رشيد الساسي المحامي بهيئة الرباط الذي يترأس لائحة الحزب بالدائرة الانتخابية لأكدال الرياض، وأخيرا محمد درينة الذي سينافس لائحة عمدة الرباط عمر البحراوي من الحركة الشعبية. وأضاف بنمبارك أن مواقف العدالة والتنمية من الكارثة الأخيرة لمهرجان موازين واضحة، حيث سيسعى الحزب إلى العمل على معاقبة المسؤول الأول عنها لسوء تدبيره الشأن المحلي، في إشارة إلى عمدة الرباط، مضيفا أن حزب التجمع يتقاسم مع حزب العدالة والتنمية الاهتمام بهذا الموضوع. ولم تتمكن «المساء» من معرفة وجهة نظر عمدة الرباط عمر البحراوي، وظل هاتفه يرن دون رد، في الوقت الذي استبعد مصدر مقرب منه قدرة المعارضة على حشد التأييد لإزاحة البحراوي من منصبه. وفي الوقت الذي أشار فيه عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، جامع المعتصم، إلى أن الأبواب مفتوحة أمام التحالف مع أي كان من أجل خدمة الصالح العام، بعد الإعلان عن النتائج في الانتخابات المقبلة، أكد القيادي في حزب المصباح لحسن الداودي أن الحزب لن يقبل بالركوب على حادث أليم، من مثل مأساة موازين، من أجل إقامة أي تحالف مهما كان ومع أي كان، موضحا أن أي تحالف هو رهين بما سيفرزه اقتراع 12 يونيو المقبل، بعيدا عن أية حسابات ضيقة. وأشار الداودي، في حديثه ل«المساء»، إلى إمكانية تحالف حزبه مع أي حزب مهما كان على الصعيد المحلي، مبررا ذلك بما أسماه العلاقة الطيبة لحزب العدالة والتنمية مع باقي المكونات السياسية، نافيا أن تكون هناك استراتيجية مسبقة للتحالف مع هذا الحزب أو ذاك. ويترأس لحسن الداودي لائحة حزب المصباح في الدائرة الانتخابية لمقاطعة حسان، بينما العضو الآخر في الأمانة العامة للحزب، رضا بن خلدون، سيتزعم لائحة الحزب في دائرة أكدال الرياض، وسيترشح المحامي حسن شيبو في دائرة يعقوب المنصور، ومحمد الطاهري في جماعة السويسي، بينما عبد السلام بلجي سيترشح على رأس لائحة المصباح بدائرة اليوسفية. ومن اللوائح التي حسم فيها مبكرا لائحة عمدة مدينة الرباط عمر البحراوي، المرشح بدائرة اليوسفية، باسم حزب الحركة الشعبية، ولائحة التجمعي سعد بنمبارك، رئيس مقاطعة حسان، الذي يواجه منافسة شديدة في الاستحقاقات المقبلة من طرف كل من لحسن الداودي وكيل لائحة العدالة والتنمية، وعبد الرحيم مساعف بنهمو عن حزب الأصالة والمعاصرة، والذي وصفته مصادر من دائرة حسان بكونه «نازل بقوة»، دون أن تعطي المزيد من التفاصيل. وفي دائرة السويسي، حسم مبكرا كذلك في لائحة التجمع الوطني للأحرار لفائدة رئيس المقاطعة فوزي الشعبي، القادم إلى حزب الحمامة من حزب التقدم والاشتراكية، وكذلك الشأن بالنسبة إلى عبد الكبير برقية وكيل لائحة حزب الاستقلال الذي منحته اللجنة التنفيذية للحزب تزكية وكيل لائحتها.