يخوض عدد من قياديي الأحزاب غمار الانتخابات المقبلة بمختلف الدوائر الانتخابية للعاصمة الرباط، التي تصنف ضمن دوائر الموت، لما تمثله الأسماء المرشحة من وزن سياسي، مما يجعل التنبؤ بفوز هذا المرشح أو ذاك أمرا صعبا وهو ما يحتم انتظار آخر لحظة من لحظات فرز الأصوات لمعرفة النتائج. واعتبر لحسن الداودي القيادي في حزب العدالة والتنمية، الذي يرأس لائحة الحزب في دائرة حسان، أنه كان يرفض خوض الانتخابات المقبلة، ولكن الأمانة العامة هي التي طلبت منه ذلك، نزولا عند دعوات مناضلين بالرباط طالبوا بترشيح الداودي بإحدى دوائر العاصمة، وهو ما استجاب له. وأضاف الداودي في حديثه إلى «المساء»، أنه واع بقوة وشراسة المنافسة، إلا أن حزب العدالة له الحظ الوافر أيضا في الظفر بنصيبه من حصة 37 مقعدا بالدائرة، معبرا عن ذلك ب«كلها يدي جطو». وينافس الداودي بالدائرة نفسها سعد بنبارك القيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي انسحب غاضبا من حزب علال الفاسي، في سنة 2007، وهو رئيس مقاطعة حسان والمستشار بها منذ أن كان عضوا بحزب الاتحاد الاشتراكي. وفي تصريحه ل«المساء»، بدا بنبارك واثقا من فوز لائحته في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن المواطن الرباطي يعرف جيدا على من يصوت كما يعرف كذلك جيدا تقييم عمل مرشحيه، وبالتالي يمكنه محاسبتهم. وأكد بنبارك أن حجم منافسي لائحة حزب الحمامة لا يمنعه من التفاؤل لأن تدبيره للشأن المحلي للفترة الحالية، وكذا برنامج حزبه الهادف إلى ترشيد تدبير المقاطعة بصفة خاصة والعاصمة عموما، يجعله أكثر ثقة واطمئنانا لصوت الناخب. وبمقاطعة السويسي سيخوض عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر الانتخابات المقبلة على رأس لائحة حزبه، رغم اشتداد المنافسة على أوجها مع لوائح انتخابية أخرى، خاصة في ما يتعلق بلائحة القيادي الجديد القادم إلى حزب الأحرار من حزب التقدم والاشتراكية، والذي خلفت مغادرته لحزب علي يعتة خسارة كبرى لم يخف أثرها أعضاء الديوان السياسي للحزب. فوزي الشعبي رئيس مقاطعة السويسي الحالي يعتبر مكسبا مهما لحزب الحمامة، تصف مصادر من هذا الأخير، الذي أصبح في أقل من ثلاث سنوات يسيطر على رئاسة ثلاث مقاطعات بالعاصمة الإدارية، هي مقاطعتا حسان ويعقوب المنصور، بالإضافة إلى مقاطعة السويسي . إلى ذلك، رشح المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، الوزير السابق والعضو القيادي في حزب بنبركة، فتح الله ولعلو، على رأس لائحة الوردة، نظرا لرصيد الرجل السياسي والتدبيري، كما وصفت ذلك مصادر من الحزب، أكدت أن القيادي الاتحادي يحظى بالاحترام اللازم، مما يجعل ترشيحه ورقة رابحة لخوض غمار الاستحقاقات الجماعية المقبلة. وبنفس الدائرة تزعم رضا بنخلدون، القيادي في حزب العدالة والتنمية وعضو الأمانة العامة للحزب، لائحة المصباح، وهو الاختيار الذي أجمعت على موضوعيته وصحته مصادر مختلفة من حزب بنكيران، وبدائرة اليوسفية يعتبر عمر البحراوي عمدة العاصمة والقيادي في حزب الحركة الشعبية، أبرز المرشحين لخوض الانتخابات المقبلة، التي ستكون محكا حقيقيا له في ما إذا كان الرباطيون سيجددون ثقتهم به أم لا، خاصة في ظل حديث المعارضة بمجلس العاصمة عن وجود تنسيق بينها للإطاحة بعمدية البحراوي، وهو ما يؤكده مصدر مقرب من البحراوي، الذي لم يرد على اتصال «المساء»، أن كل محاولات المعارضة لن تثني المواطنين بالعاصمة عن تجديد الثقة في العمدة الحالي. أما بدائرة يعقوب المنصور، فيخوض عدد من «الرفاق» القياديين في أحزاب اليسار الانتخابات المقبلة، إذ في الوقت الذي يترشح فيه لأول مرة حسن طارق العضو في المكتب السياسي لحزب الوردة، في هذه الاستحقاقات على قائمة الحزب، وضع تحالف، اليسار ثقته في القيادي بحزب الاشتراكي الموحد محمد الساسي لترؤس قائمة التحالف بالإضافة إلى التقدم والاشتراكية، فيما أشارت مصادر يسارية إلى ترشح عبد الرحمان بن عمر القيادي في حزب الطليعة الاشتراكي بنفس الدائرة أيضا. وفي سياق الترشح ضمن نفس الدائرة أيضا، أشارت مصادر من حزب الأصالة والمعاصرة إلى عزم نائب الأمين العام للحزب والأستاذ الجامعي عبد الحكيم بنشماش الترشح لخوض الاستحقاقات الجماعية المقبلة. بنشماش، اعتبرته المصادر نفسها أهلا لثقة الرباطيين، وأنه الرجل الأقدر والمناسب لتجسيد برنامج الأصالة والمعاصرة على أرض الواقع بالدائرة المذكورة.