اهتدت أحزاب سياسية، تخوض غمار الاستحقاقات الخاصة بانتخاب أعضاء المجلس الإقليمي للقنيطرة، إلى طريقة وصفت بالاحتيالية، لتقوية حظوظها في الفوز بأكبر عدد من المقاعد ال 27 التي يتكون منها المجلس، عبر إقدام العديد من المستشارين الجماعيين المنتمين إليها، والطامحين إلى الفوز برئاسة المجلس، إلى الترشح تحت يافطة العديد من اللوائح المستقلة، والتخلي مؤقتا عن أحزابهم، بعد افتعال صراع وهمي حول من له الحق في تولي منصب وكيل لائحة الحزب، وهو ما خلف استياء وتذمرا كبيرين في أوساط المهتمين بالشأن السياسي المحلي، الذين جرموا هذا الفعل أخلاقيا، وقالوا إنه لا يقل خطورة عن ظاهرة الترحال السياسي. وبلغ عدد اللوائح المستقلة المشاركة في اقتراع السادس والعشرين من شهر غشت الجاري، خمسة لوائح، من بين اثني عشرة لائحة وضعت ملف ترشيحها لاقتراع أعضاء المجلس الإقليمي للقنيطرة، الذي سيجري بأربعة مكاتب تصويت، حيث لم تستطع سوى سبعة أحزاب خوض غماره، ويتعلق الأمر بحزب العدالة والتنمية والاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية وحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والمعاصرة، فيما سجل غياب أحزاب أخرى، مثل جبهة القوى الديموقراطية، التي تترأس جماعة سوق ثلاثاء الغرب، وحزب التقدم والاشتراكية، الذي يقود سفينة جماعة دار بلعامري، هذا في الوقت الذي لوحظ فيه ترشح العديد من أعضاء الجماعات في لوائح أحزاب أخرى غير أحزابهم، في خطوة اعتبرت تكتيكية. وهكذا، فقد اختارت البرلمانية الحركية فاطنة الكيحل، العضو بجماعة عرباوة، الانسلاخ مؤقتا عن حزب الحركة الشعبية، والترشح بصفة مستقلة تحت رمز السلم، في حين فضل المستشار البرلماني عبد المجيد المهاشي، رئيس غرفة التجارة والصناعة بالقنيطرة، خوض غمار هذه الانتخابات برمز العداء، بدل حصان الاتحاد الدستوري، الذي اعتاد ركوبه في جميع المحطات الانتخابية السابقة، مدعوما بقوة من طرف كل من المستشار البرلماني ادريس الراضي، مهندس خريطة الدستوريين بجهة الغرب الشراردة بني احسن، والرئيس الحالي للمجلس الإقليمي، والغازي غراربة، العضو بمجلس المستشارين، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس الغرفة الفلاحية، إضافة إلى البرلماني نورالدين الكرديع، المترشح معه في نفس اللائحة. بينما ترشح الهرش الهاشمي، العضو بجماعة بنمنصور، ورئيسها السابق، كوكيل للائحة المستقلة، صاحبة رمز الكرسي، الذي يعول كثيرا على دعم مستشاري جماعات بنمنصور والمناصرة وسيدي محمد بنمنصور، هذا في الوقت الذي قرر فيه بوغابة الشقيرني، المستشار بجماعة عامر السفلية، دخول هذه الانتخابات برمز المنجل، بعد أن ضمن تأييد كل من البرلماني الحركي حسين رحوية، الذي يرأس الجماعة نفسها، والدستوري الحسان عزة، الذي كان قد ظفر، مجددا، برئاسة جماعة أولاد سلامة خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، بينما اختار أحمد الملالي الترشح مستقلا، وامتطاء الدراجة الهوائية بدل التراكتور الذي كان قد فاز باسمه بعضوية جماعة المهدية. أما فيما يتعلق بالأحزاب المشاركة في اقتراع أعضاء المجلس الإقليمي للقنيطرة، فقد زكى حزب الاتحاد الاشتراكي، في خطوة غير متوقعة، ادريس كحيل، الذي استطاع أن يفوز برئاسة جماعة الشوافع في الاستحقاقات الجماعية المنصرمة باسم حزب الأصالة والمعاصرة، والمدعوم من طرف جلول بندنكير، الرئيس السابق لجماعة سوق ثلاثاء الغرب، بينما عمد حزب الاستقلال إلى تزكية محمد حمور، المفتش الإقليمي للحزب، كوكيل للائحة حزب الميزان، التي تعول كثيرا على تحالفها مع حزب العدالة والتنمية للظفر برئاسة المجلس الإقليمي للقنيطرة، وعلى نفوذ كل من البرلماني الاستقلالي محمد العزري، وجواد غريب، الرئيس الحالي لجماعة سوق أربعاء الغرب، وكذا الديش بوسلهام، رئيس جماعة المناصرة، الذي يحتل الرتبة 25 في لائحة الميزان، فيما رشح حزب العدالة والتنمية كاتبه الإقليمي، أحمد الهيقي، والحركة الشعبية البرلماني عبد الحميد السعداوي، رئيس جماعة الحدادة، فيما زكى الاتحاد الدستوري شاوي بلعسال، رئيس جماعة مولاي بوسلهام كوكيل للائحة الحزب في هذه الانتخابات، والتجمع الوطني للأحرار مصطفى بن الشاوي، العضو بجماعة بني مالك، الذي يراهن على أصوات مستشارين بجماعتي سوق ثلاثاء الغرب وبني مالك، لكسب مقاعد لحزب الحمامة بالمجلس الإقليمي للقنيطرة، هذا في الوقت الذي رشح فيه حزب الأصالة والمعاصرة سعيد حروزة، المنسق الإقليمي للحزب، كوكيل للائحة حزب التراكتور، المدعوم من طرف المكي الزيزي، المنسق الجهوي للحزب، والرئيس الحالي لمجلس الجهة.