مباشرة بعد إعلان النتائج النهائية الخاصة بانتخاب أعضاء مجالس العمالات والأقاليم بكل من تيزنيت وسيدي إفني، اشتغلت الهواتف النقالة في ما بين الأسماء الفائزة بعضوية المجالس الإقليمية بهدف تشكيل تكتلات حزبية وتأمين الأغلبية المريحة للظفر بمنصب الرئاسة وبقية الأجهزة المسيرة، وجاء ذلك بعد أن قام العديد من الفائزين بالمستحيل في سبيل دخول المربع الذهبي للمجالس الإقليمية واحتلال المواقع الأمامية بها، كما تميزت انتخابات هذه السنة بإحداث المجلس الإقليمي لسيدي إفني لأول مرة منذ الإعلان الرسمي عن «ترقية» الإقليم الجديد إلى مستوى العمالة الترابية. وقد لقيت عملية التصويت إقبالا كثيفا من لدن المستشارين بالإقليمين، حيث بلغت نسبة المشاركة في المكاتب الثلاثة المتواجدة بعمالة تيزنيت 96.71%، صوت خلالها 354 مستشارا من أصل 365 مسجلا في اللوائح الانتخابية، فيما بلغ القاسم الانتخابي 23.47 صوتا من مجموع الأصوات الصحيحة المعبر عنها. وفي سيدي إفني بلغت نسبة المشاركة 99.25 %، أدلى فيها 260 مستشارا جماعيا بصوتهم من أصل 265 مستشارا مسجلين في اللوائح المعنية بالتصويت الإقليمي (بفارق مائة مستشار عن عمالة تيزنيت)، فيما بلغ القاسم الانتخابي 23.64، ولم تسجل في العملية برمتها إلا أربع أوراق ملغاة، ثلاث منها بسيدي إفني. وفي السياق ذاته، أسفرت النتائج المعلنة بتيزنيت عن فوز التجمع الوطني للأحرار بثلاثة مقاعد، وعضوية مقعدين لكل من الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية ولائحة غير منتمية محسوبة على منتخبي مدينة تافراوت، فيما عاد مقعد واحد لكل من العدالة والتنمية والاستقلال والأصالة والمعاصرة، وثلاثة مقاعد بدون انتماء سياسي رغم أن أصحابها محسوبون على أحزاب سياسية معينة، بل ويحتل بعضهم مواقع قيادية بها، كما أسفرت الانتخابات المهنية عن فوز التقدم والاشتراكية ثلاثة من مستشاريه بعضوية المجلس (الفلاحة، التجارة والصناعة، الصناعة التقليدية)، وعضوية واحدة عن غرفة الصيد البحري للأصالة والمعاصرة. وبسيدي إفني، أسفرت نتائج العملية الانتخابية التي أجريت عشية أمس الخميس عن فوز التجمع الوطني للأحرار بمقعدين، والاتحاد الاشتراكي بمقعدين كذلك، فيما عاد مقعد واحد لكل من جبهة القوى الديموقراطية والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة والاستقلال، ومقعدان لفائدة اللامنتمين. ومن اللافت للانتباه عدم حصول أعضاء السكرتارية المحلية على أي مقعد بالمجلس الإقليمي رغم الأغلبية المطلقة التي يتمتعون بها في المجلس البلدي لإفني. وبخصوص الخروقات المسجلة في عملية التصويت، أفادت مصادر «المساء» بأن خلافا نشب بين أعضاء مكتب التصويت المتواجد بالشبيبة والرياضة بتيزنيت، حول اعتماد العديد من الأوراق التي تضمنت رموزا هندسية مكررة، من قبيل المربعات التي تكررت 6 مرات، والأقواس التي تكررت مرتين، وعلامة (دييز) التي تكررت 4 مرات. وحسب مصادر حزبية فإن ثلاثة أحزاب على الأقل بدأت في تنسيق مواقفها بهدف تقديم طعن مشترك ضد الأوراق المتنازع عليها في غضون الساعات المقبلة، خاصة وأن العلامات المكتشفة تصب في مصلحة حزب واحد حصل على أكبر عدد من المقاعد ومرشح لرئاسة المجلس الإقليمي لتيزنيت في ولايته المقبلة. يشار إلى أن عددا من الوجوه الانتخابية القديمة عادت إلى مواقع القرار الإقليمي، كما فازت العديد من الأسماء التي ترشحت للانتخابات البرلمانية السابقة، والأسماء الأخرى المرشحة لخوض غمار الاستحقاقات البرلمانية المقبلة، وذلك على اعتبار أن عددا من المنتخبين ترشح لعضوية المجلس الإقليمي بهدف تعبيد الطريق لبلوغ قبة البرلمان، وهو ما سيجعل منصب الرئاسة الإقليمية مفتوحا على كل الاحتمالات.