للمرة الثانية، وبعد أن رفضها والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، عاد يونس بنسليمان، نائب عمدة مراكش، وعضو الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية، إلى تقديم استقالته بسبب ما أسماه «احتقار رئيسة المجلس الجماعي لأعضاء المكتب، وجعلهم آخر من يعلم مستجدات المجلس وبرامجه». وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن يونس بنسليمان، النائب السابع لرئيسة المجلس الجماعي لمدينة مراكش، من المفترض أن يكون قد وضع رسالة استقالته الثانية على مكتب محمد مهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، صباح أول أمس الاثنين، احتجاجا على «التصرف الانفرادي» لفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي، في اتخاذ قرارات داخل المجلس الجماعي دون استشارة المكتب المسير، في وقت تعذر على أعضاء المكتب منذ وقت طويل الاجتماع للإعداد لدورة أكتوبر، التي فشلت بعد اقتحام حوالي 80 مجازا معطلا دورة المجلس الجماعي لشهر أكتوبر يوم الخميس الماضي، مما جعل العديد من المستشارين «يفرون» من قاعة الجلسات صوب ساحة مقر مجلس مقاطعة جليز، بينما بقيت رئيسة المجلس الجماعي رفقة قليل من المستشارين يتلقون اتهامات المعطلين. ومن بين النقط، التي أفاضت كأس الغضب لدى المستشار المذكور هو إعداد رئيسة المجلس الجماعي جدول أعمال دورة أكتوبر دون استشارة باقي أعضاء المكتب المسير، مشيرا في تصريح ل«المساء» إلى أن عدم إدراج نقطة استفادة المعطلين من محلات تجارية، وأكشاك لبيع الصحف والمجلات ضمن 40 نقطة فرضت نفسها على دورة المجلس الجماعي بشهر أكتوبر، تعتبر «القشة التي قصمت ظهر المجلس الجماعي للمدينة الحمراء، مستغربا عدم تقديم عمدة مراكش أي توضيح بخصوص هذا الملف. وفي الوقت الذي سبق لوالي مراكش أن رفض رسالة الاستقالة التي تقدم به ممثل حزب العدالة والتنمية، لم يعد أمام والي مراكش إلا أن يوافق على القرار الذي يصر عليه ممثلو حزب «المصباح» داخل المجلس الجماعي للمدينة الحمراء، الذي توجد على رأسه فاطمة الزهراء المنصوري، إحدى الوجوه النسائية لحزب الأصالة والمعاصرة. وفي الوقت الذي رأى بعض المتتبعين في خطوة بنسليمان، عضو الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية، محاولة لإزالة «الحرج» عن إخوانه، الذين اصطفوا في خانة المعارضة، مباشرة بعد إقالة محمد العربي بلقايد، الكاتب الجهوي لحزب «المصباح» من مكتب المجلس، بينما بقي «أخوه» بنسليمان يحافظ على مهمته داخل المكتب المسير، استغربت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، قرار بنسليمان، معتبرة هذه الخطوة «لعبة سياسوية تسعى إلى ضرب التسيير الجماعي». وقالت المنصوري، في تصريح ل«المساء»، إن اختيار هذا التوقيت الذي يتزامن مع اقتراب الانتخابات البرلمانية ينم عن «النية السيئة للمستشار»، في الوقت الذي بقي يحافظ على عضويته داخل المكتب رغم إقالة محمد العربي بلقايد. وأكدت المتحدثة أنها تتوفر على محضر اجتماع المكتب، الذي «كان بنسليمان يتغيب عن لقاءاته منذ مدة»، مشيرة إلى أن استقالته ليست سوى إخلال بالتزام عقده مع المواطنين. وكان يونس بنسليمان قد فاجأ فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة المدينة، وجميع المستشارين عندما أعلن عن استقالته من مكتب المجلس الجماعي، خلال دورة سابقة للمجلس الجماعي، احتجاجا على تقديم العمدة استقالتها دون إخبار مكتب المجلس الجماعي، الذي كان سيتم حله في حالة قبول قرار الاستقالة. وقال بنسليمان المفوض له ملف النزاعات القضائية داخل المجلس: «إننا لم نطلع على الاستقالة إلا من خلال الصحف، مما يعني أن العمدة جعلتنا في دار غفلون»، بينما كان على العمدة، على حد قول بنسليمان، أن «تحل مشاكلها الحزبية داخل هيئتها التنظيمية، دون إقحام المجلس الجماعي في ذلك». واحتج بنسليمان على عدم إخباره بموعد انعقاد دورة المجلس الجماعي، الذي علم به من خلال اتصال له ببعض مستشاري حزب «المصباح»، مما جعله يطالب العمدة باستفسارات حول هذا الأمر.