قطع المدرب البرتغالي خوصي روماو الشك باليقين حين قال للاعبين في مستودع الملابس مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت فريقه الرجاء بالجيش الملكي وانتهت بانتصار العساكر بأربعة أهداف برسم الدورة الثانية من بطولة المجموعة الوطنية للصفوة «أنا أتحمل مسؤولية الخسارة»، وأضاف بنبرة مبحوحة «الفريق الذي شاهدته اليوم لا يمت بصلة للرجاء»، وكأنه يستدرك ويقتسم مسؤولية الإخفاق مع اللاعبين الذين ظلوا صامتين على امتداد رحلة العودة من الرباط إلى الدارالبيضاء. في الورقة التالية رصد لخطايا الرجاء في مباراة كان فيها التفوق عسكريا، مع التأكيد على الحضور القوي للجيش الذي كان أكثر تحضيرا على كافة المستويات. 1- غير المدرب روماو أربعة عناصر كانت ضمن الفريق الذي واجه أولمبيك آسفي وأجمع الكل على نجاعته، حيث أصر على وضع لاعبين تألقوا في الدورة الأولى على دكة البدلاء، كتاج الدين وسيري ديا والسليماني.. وارتأى أن يقحم عناصر أخرى لم تقدم إضافات للفريق. 2- تعامل مدرب الرجاء مع مباراة الجيش باستخفاف شديد، وكانت التحضيرات عادية جدا، إلى درجة أن الفريق لم يتحرك في اتجاه الرباط إلا ساعات قبل المباراة، بينما اختار المدرب فاخر معسكرا مغلقا دام ثلاثة أيام اعتبارا لأهمية المواجهة، وعقد قبل وجبة الإفطار اجتماعا تقنيا مع اللاعبين كان كافيا لشحن معنوياتهم وتذكيرهم بالنهج التكتيكي القادر على جعل الرجاء فريقا بلا روح. 3- دخل لاعبو الرجاء البيضاوي المنازلة نصف منهزمين، وتبين أنهم يسعون للخروج من المعركة بأقل الخسائر، فغابت النوايا الهجومية ولاحت منذ الوهلة الأولى بوادر التراجع إلى الخلف تاركين المبادرة المطلقة للجيش. 4- ظهر ضعف كبير على الحارس أمين البورقادي الذي عجز عن مواجهة المد الهجومي، وخسر كل التسديدات الثابتة، حيث دخلت مرماه ثلاثة أهداف من كرات ميتة من أصل أربعة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول سر تسريح حارس مجرب من قيمة خالد فوهامي دون وجود بدائل. 5- لم يقو لاعبو الرجاء على مجاراة النهج التكتيكي للمدرب فاخر، الذي اعتمد على الضغط على حامل الكرة وبسط السيطرة على وسط الميدان ومنع ظهيري الرجاء من الانسلال، وهو ما جعل العسكريين يتفوقون في كل المعارك الثنائية، وألزم الرجاويين برفع الكرات في اتجاه معترك الحارس الجرموني. 6- غابت النجاعة الهجومية على ظهيري الرجاء، وظلا أمام الحصار المتقدم المضروب عليهما يمارسان أدوارا دفاعية، دون التفكير في التقدم إلى الأمام، حيث ظل كل من الزروالي وأزوار يحاولان انتزاع الكرة من لاعبي الجيش في صراع بدني متكرر. 7- تكريس عقدة التفوق العسكري على الرجاء جعل اللاعبين يخوضون المواجهة برواسب الماضي، مقابل تفوق نفسي للمحليين الذين راهنوا على تسجيل هدف مبكر من شأنه أن يعمق جراح العقدة، حيث يعود آخر فوز للرجاء على الجيش للموسم الرياضي 2003/2004، والأغرب أن تمتد العقدة إلى فئة الشبان حيث انهزم الرجاويون بعد زوال اليوم ذاته أمام الجيش بهدفين مقابل هدف واحد. غادر بعض مسيري الرجاء الملعب مباشرة بعد تسجيل الهدف الثاني، وأكمل البعض الجولة الأولى بينما ظل الرئيس غلام المتواجد بكندا يتابع نبض الفريق باتصالات هاتفية متتالية مع رئيس لجنة المتابعة التقنية رشيد البوصيري.