فجرت تزكية قيادة حزب الحركة الشعبية لكل من عبد القادر تاتو، عضو المكتب السياسي للحزب، وعمر البحراوي، عمدة الرباط الأسبق، لترؤس لائحتي الحزب بدائرتي المحيط وشالة بالرباط، البيت الحركي، أسابيع قليلة على انتخابات مجلس النواب، بعد أن قرر 23 مستشارا تقديم استقالتهم والرحيل نحو حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، فيما قرر عبد القادر تاتو، المنسق الجهوي للحزب تجميد عضوية الحسين الكرومي، نائب عمدة الرباط ومتزعم المستقيلين، وإحالة ملفه على المكتب السياسي لاتخاذ القرار المناسب في حقه، بسبب زعزعته» لصفوف الحزب. وأفادت مصادر حركية بأن المستشارين المستقيلين لم يستسيغوا إقدام قيادة الحزب على تزكية تاتو والبحراوي دون احترام لما أسموه مقتضيات القانون الأساسي وللآليات الديمقراطية، ولمعايير الحصيلة البرلمانية للبرلمانيين القدامى، ولإفراز نخب مؤهلة وفق ما نادى به عاهل البلاد، وأوضحت أن تزكية النائبين البرلمانيين لم تتم بالعودة إلى الهياكل المحلية والوطنية، مشيرة إلى أن الكتابة الإقليمية للحزب، المفترض أن تناقش اقتراحات التزكية وتقدمها للجنة الوطنية للانتخابات للبت فيها، غير قائمة وغائبة في ظل الوضع التنظيمي الجامد الذي تعيشه المكاتب المحلية في مقاطعات حسان والسويسي واليوسفية وأكدال. ووصفت المصادر عينها خطوة رفض ترشيح تاتو والبحراوي وتقديم الاستقالة ب«انتفاضة ديمقراطية داخل الحركة»، لافتة إلى أنه كان من الأولى أن يعرض تاتو، منسق الحزب بجهة الرباط، عن الترشح بسبب عضويته للجنة الوطنية للترشيحات الانتخابية. وفي ما يبدو أنه خطوة تحد من المستقيلين لتاتو، علمت «المساء» أن الكرومي بصدد الإعداد لرسالة سيوجهها إلى قيادة الحركة ولجمعيات المجتمع المدني، يطالب من خلالها البرلماني تاتو بتقديم حصيلة مدة انتدابه للمواطنين في لقاء تواصلي. غير أن مصادر مقربة من تاتو وصفت تحركات الكرومي ومن معه ب«المزايدات الصادرة عن أناس غير حركيين التحقوا، مع كامل الأسف، بالحزب في ظروف معروفة، أناس تربطهم مصالح مع الكرومي والاستفادة من الامتيازات». فيما اكتفى تاتو بالتعليق على ما حدث بالقول: «أنا مازال ما ترشحتش وديك الساعة عاد يهدرو». من جهة أخرى، علمت «المساء» أن تاتو وجه بصفته منسقا جهويا للحزب رسالة إلى الكرومي، يبلغه فيها بقرار تجميد عضويته بالنظر إلى «ممارستكم التي تشكل خرقا لمقتضيات النظام الأساسي وللأنظمة الداخلية ومواثيقها، ونذكر منها قيامكم عمدا بزعزعة صفوف الحزب داخل المجالس المنتخبة بمدينة الرباط، وبالعمل على استقطاب واستمالة أعضاء ينتمون للحركة لفائدة هيئة سياسية أخرى». وحسب نص القرار، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، فإنه «لم يعد يحق له التحدث أو التنسيق باسم الحزب داخل مجلس مدينة الرباط أو داخل أي هيئة منتخبة أخرى». إلى ذلك، كشف مصدر حركي أن الوضع داخل حزب المحجوبي أحرضان تفجر خلال الاجتماع المنعقد بالأمانة العامة للحزب يوم الأربعاء الماضي، وترأسه كل من تاتو والبحراوي، بعد أن تعذر على امحند العنصر، الأمين العام للحزب، ذلك حيث فضل العديد من المستشارين دقائق على بدء الاجتماع الانسحاب وفي مقدمتهم الكرومي، مشيرا إلى أن خلافات حادة عاشها الفريق الحركي قبل انعقاد الجلسة الثانية لدورة يوليوز لمجلس مدينة الرباط، بين قياديين في الحركة الشعبية خاصة بين عبد القادر تاتو والكرومي، كادت أن تتسبب في تفجر الحزب ورحيل عدد من مستشاريه نحو وجهات حزبية أخرى، بسبب إبداء الرجلين تمسكهما بأن يكونا على رأس لائحة الحزب بدائرة المحيط بالرباط. غير أن مساعي بذلت على مستوى قيادة الحزب نزعت فتيل الصراع داخل الحزب وأرجأت انفجاره. من جهة أخرى، اعتبرت مصادر حركية أن انفجار الحزب ومغادرة العديد من المستشارين نحو وجهات حزبية أخرى يجعل حظوظ تاتو تبدو ضئيلة في السباق نحو الظفر بأحد المقاعد في دائرة المحيط، بعد أن فقد دعم نحو 23 مستشارا، مشيرة إلى أن ما وقع يدخل في سياق الصراع الدائر بين قياديين حركيين في مقدمتهم الكرومي وإبراهيم الجماني، المستقيل مؤخرا، وسعيد أولباشا الوزير الحركي السابق، الطامح للترشح في دائرة شالة، والجناح الذي يهيمن على مركز القرار في الحزب منذ المؤتمر الأخير بزعامة كل من تاتو وحليمة العسلي، المرأة القوية في الحزب. المصادر ذاتها، كشفت ل«المساء» أن الجماني، نائب عمدة الرباط كان قد نبه العنصر إلى خطر هيمنة جناح تاتو والعسالي على الحزب وعلى منح التزكيات، مشيرة إلى أنه في حمأة الصراع بين الجماني والبحراوي حول ترؤس لائحة الحركة بدائرة شالة هدد قياديون حركيون ينحدرون من الأقاليم الصحراوية بتقديم استقالتهم بشكل جماعي في حال عدم تزكية الجماني.