تقول الأممالمتحدة إنها تتفاوض مع الميليشيا الإسلامية في الصومال للحصول على ضمانات أمنية بشأن توزيع المساعدات بعد إعلان المنظمة رسميا عن مجاعة في أجزاء من البلاد، بسبب أسوأ موجة جفاف منذ نحو نصف قرن. وتسيطر ميليشيا حركة «الشباب المجاهدين» على المنطقتين المتضررتين من المجاعة، وهما باكول وشبيلي السفلى. وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها رسميا عن مجاعة في الصومال منذ نحو 19 عاما. كما أعلنت الولاياتالمتحدة أنها سترسل مساعدات إلى المناطق المتضررة، لكنها تريد ضمانات من حركة الشباب بعدم التدخل في طريقة توزيعها. وتقول الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة إن منظمات الإغاثة الإنسانية تريد المزيد من الضمانات من حركة الشباب، قبل أن تستأنف العمل في الصومال. يشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أدرجت في أبريل 2010 حركة «الشباب المجاهدين» على القائمة الأمريكية ل«المنظمات الإرهابية»، وهو ما يعني حظر إرسال مساعدات إنسانية إلى مناطق تسيطر عليها. وأكد مايكل بلاوت، محلل الشؤون الإفريقية في «بي بي سي»، أن قرار إرسال المساعدات الأمريكية يعد تحولا في سياسة واشنطن تجاه الصومال. من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن بلادها ستقدم 28 مليون دولار إضافية كمساعدات طارئة. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة قدمت بالفعل هذا العام 431 مليون دولار مساعدات إلى دول منطقة القرن الإفريقي، ولكن هذا لم يعد كافيا. وكانت حركة الشباب قد رفعت مؤخرا حظرا عن وكالات المساعدات الأجنبية وسمحت لمنظمة الأممالمتحدة للأمومة والطفولة (يونيسيف) بنقل مساعدات جوا إلى مدينة بيدوا. وتشير التقديرات إلى أن موجة الجفاف في القرن الإفريقي أضرت بنحو عشرة ملايين شخص، وأدت إلى لجوء نحو 166 ألف صومالي إلى كينيا وإثيوبيا. ومعظم المناطق المنكوبة بالجفاف تقع في جنوب الصومال الذي تسيطر عليه حركة الشباب. وأعلن مارك بودوين، منسق الأممالمتحدة للإغاثة في الصومال، أن هناك حاجة إلى تقديم 300 مليون دولار خلال الشهرين القادمين لمواجهة المجاعة في الصومال. وأوضح، في بيان رسمي، أن عوامل مثل الجفاف والفقر والأوضاع الأمنية تعرقل جهود مواجهة المجاعة في الصومال. وقالت الأممالمتحدة إن 30 في المائة تقريبا من الأطفال يعانون من سوء التغذية، وإن أربعة من بين 10000 يموتون يوميا. وتطالب المنظمة الدولية بالسماح لموظفي الإغاثة بالوصول إلى هذه المناطق دون أي عراقيل. وقالت إن الأوضاع الأمنية تعرقل جهود المساعدات. في السياق ذاته، وصفت سونيا زامباكدس، المتحدثة باسم منظمة «أنقذوا الأطفال» الدولية، الوضع في الصومال بكونه مثيرا للصدمة. وأضافت في تصريح ل«بي بي سي»، بعد عودتها من الصومال، أنها شاهدت أطفالا يبدو من أحجامهم أن أعمارهم لا تتعدى تسعة شهور، لكنها اكتشفت أنهم في الرابعة من العمر ويعانون من سوء التغذية. وقال شاهد عيان في مقديشو إن امرأة وصلت إلى مخيم للنازحين، أقيم في العاصمة الصومالية، بعد أن سارت نحو مائتي كيلومتر من قريتها جنوب غربي الصومال.