علمت «المساء» أن مسطرة البحث والتحقيق، التي تُباشَر حتى الآن من قِبَل الجهات المختصة في فك لغز مقتل العميد الراحل سليم السعيدي، أحد الحراس الشخصيين للملك، اتجهت نحو إخضاع الهاتف الشخصي لحارس الملك لتفتيش دقيق هَمَّ المكالمات الواردة والخارجة منه ساعات قليلة فقط قبيل حادث الاعتداء عليه بالسلاح الناري، الذي تعرّض له يوم الجمعة، 8 يوليوز الجاري في الرباط، والذي أصيب إثره بعدة طلقات نارية في البطن، كانت سببا في مفارقته الحياة مساء يوم الثلاثاء، 12 يوليوز، في مستشفى «ابن سينا» في العاصمة الرباط. وأشارت مصادرنا إلى أن بحثا تقنيا دقيقا جرى على الهاتف المحمول للراحل سليم السعيدي لتحديد الجهات التي اتصلت به أو التي اتصل هو بها خلال الساعات التي سبقت حادث الاعتداء الغريب عليه بالسلاح الناري، مضيفة أن الخلاصات الأولية لهذا البحث التقني ساعدت المحققين كثيرا في تحديد الأطراف التي كان حارس الملك على اتصال بها ومكنتهم من استبعاد العديد من الفرضيات التي كانت تتطلب وقتا كبيرا لنفيها أو تأكيدها. وحسب ما توصلت إليه «المساء» فإن تحديد مسارات المكالمات الهاتفية التي كان الهاتف المحمول للسعيدي مصدرا لها مكّنت، أيضا، وبدقة زمنية متناهية، من تحديد الساعة والدقيقة التي قد يكون حارس الملك تعرض فيهما لاعتداء وتبادل إطلاق النار مع مهاجميه، على اعتبار أن أنباء تشير إلى أن سليم السعيدي أجرى مكالمة هاتفية ثوانيَّ فقط بعد الاعتداء عليه مع أحد زملائه، الذي تدخل لإنقاذه وحمله على متن سيارته إلى المستشفى لتلقي العلاج. إلى ذلك، أثار حادث الاعتداء بالسلاح الناري وتبادل إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل أحد حراس الملك اهتماما كبيرا للاستخبارات الأجنبية، عبر ملحقيها المعتمَدين في سفارات العديد من الدول المستقرة في العاصمة الرباط، وقالت مصادر على اطّلاع إن عددا من تلك الأجهزة الأجنبية قامت برصد دقيق للحادث وكان محور تقارير استخبارية سرية رُفِعت بهذا الشأن. وكشفت العديد من شهادات مواطنين مغاربة عبر تعليقات متشابهة لهم في عدد من مواقع الأنترنت، ممن كانوا على مقربة من حادث الاغتيال في زمان ومكان وقوعه، أنهم لم يسمعوا أو تُثِرْ انتباهَهم أي عملية لتبادل إطلاق النار من أسلحة نارية مختلفة، مضيفين أنهم سمعوا فقط طلقة نارية واحدة يُرجَّح أنها كانت الرصاصة التي أطلقها حارس الملك نحو أحد مهاجميه، بعد تعرضه لعدة طلقات نارية أصابته في البطن. وزادت شهادات مواطنين كانوا على مقربة من مكان الحادث أن الطلقات العديدة التي أصابت الراحل العميد سليم عبد الله السعيدي في بطنه لم يُسمَع دويُّها، وكانت ستثير انتباه المارة والجيران لتعددها، خاصة أنها جرت داخل شقته، كما أفادت الرواية الرسمية، في حين أن الطلقة النارية الوحيدة التي من المرجَّح أن الراحل العميد سليم السعيدي قد يكون أطلقها وأصاب بها أحد مهاجميه في الصدر هي التي أثارت انتباه من كانوا بجوار مسرح الجريمة وقتئذ وسمعوا دويَّها.