تم اليوم الأربعاء بمقبرة الشهداء في الرباط، تشييع جثمان عميد الشرطة الممتاز سليم عبد الله السعيدي، الذي كان مسؤولا عن مصلحة الاستعلامات التابعة لمديرية الأمن الخاص للملك محمد السادس. وتوفي السعيدي الذي كان يعمل ضمن طاقم الحراسة الخاصة بالملك، مساء الثلاثاء بمستشفى ابن سينا بالرباط، متأثرا بالإصابة التي تعرض لها بعد تعرضه لمحاولة سرقة أثناء تواجده في منزله بحي حسان بالرباط، حيث اضطر لاستعمال سلاحه الشخصي مما أسفر عن إصابته إصابة خطيرة وإصابة مهاجميه. وقال بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني إن العميد سليم عبد الله السعيدي تعرض أثناء تواجده داخل منزله بالرباط، مساء يوم الجمعة الماضية على الساعة الحادية عشر ليلا، لمحاولة سرقة من شخصين مما اضطره لاستعمال سلاحه الناري فأصاب أحد المعتدين بجروح، قبل أن يتعرض هو الآخر لطلق ناري. وقد تم نقل المعتدي وهو من ذوي السوابق القضائية إلى المستشفى ، ولا تسمح حالته الصحية باستجوابه من طرف الشرطة القضائية التي تباشر التحقيق تحت إشراف النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط، فيما البحث جار عن شريكه، حسب البلاغ. وكان السعيدي قبل أن يسلم الروح إلى بارئها، يخضع للعلاج بمستشفى ابن سينا بالرباط، حيث ذكرت مصادر صحفية أنه مصاب بطلقات نارية في بطنه، علاوة على إصابته بشظايا الرصاص في الجهاز الهضمي والكبد والقولون الأفقي. فرضيات قاتلة إلى ذلك انفردت صحيفة "الخبر" الإلكترونية بطرح فرضيات متنوعة حول الحادث الذي تعرض له العميد الممتاز عبد الله سليم السعيدي. وووفق الصحيفة ذاتها أصبح المحققون يضعون الفرضية الأولى (حادث سرقة) التي جاءت في خبر لوكالة المغرب العربي للأنباء، كواحدة من فرضيات كثيرة وليست الوحيدة لتفسير حادث مقتل أحد الحراس الشخصيين للملك محمد السادس. ومن بين الفرضيات الأخرى أن السعيدي كان في جلسة مع مرافقيه بمنزله فنشب خلاف بينهما تطور إلى مشادات تبادل فيه العميد الممتاز إطلاق النار معهما، وأسفر ذلك عن إصابته بعيار ناري خضع على إثره لثلاثة عمليات جراحية لم تسعف في الإبقاء عليه قيد الحياة، في حين لازال المصاب الثاني في مستشفى بن سينا يخضع للعلاج تحت حراسة أمنية مشددة. أما العنصر الثالث فلاذ بالفرار. وتضيف نفس الفرضية أن العميد تبادل إطلاق النار مع جليسيه، قبل أن يصاب وأخر في الحادث، ثم يسقط كلاهما في الشارع العام، الحارس الشخصي للملك متأثرا بطلق ناري اخترق جسده، والثاني بعيار أصابه به الأول، الأمر الذي يرجح فرضية الشجار على فرضية السرقة. فرضيات أخرى تحدثت أن الشجار قد يكون انتقاما من العميد الأمني الذي يشغل منصب المسؤول عن مصلحة الاستعلامات التابعة لمديرية الأمن الخاص للملك محمد السادس، خاصة وأن بعض الإشارات تلمح إلى أن السعيدي كان يرفع تقارير "كيدية" عن بعض العناصر الأمنية، ما ساهم في خلق عداوات كثيرة له في مشواره المهني. عائلة السعيدي تنعي فقيدها وفي غضون ذلك نعت عائلة العميد الممتاز عبد الله سليم السعيدي، فقيدها في بيان أصدرته الأربعاء وعبر فيه "عميق الامتنان للرعاية المولوية السامية التي تفضل بها صاحب الجلالة لرعاية الفقيد وبذل كل الجهود الممكنة لإنقاذ حياته، وكذا عطفه ومواساته لعائلته المكلومة". وشكر البيان "الإدارة العامة للأمن الوطني مؤسسة وأفرادا على ما بذلته من مجهودات إن على مستوى تحري الحقيقة في هذا الحادث المؤلم، أو على مستوى مواكبة وضعه الصحي ودعم ومواساة عائلته". وأكد البيان أن أجهزة العدالة "وحدها لها الكلمة الفصل في تحديد دواعي العمل الإجرامي الذي تعرض له فقيدنا العزيز والمسؤولين عنه إن بشكل مباشر أو غير مباشر". هذا ويتابع وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، ومسؤولون كبار بالأمن الوطني، عن كثب التحقيقات التي تجرى حاليا لمعرفة الخيوط الكاملة لهذه الحادثة.