من المنتظر أن تقوم كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية بزيارة وداع لمنطقة المغرب العربي، خلال الأيام القليلة القادمة وعلى بعد أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستنهي سنوات من عمر الإدارة الأمريكية بقيادة جورج بوش المنتهية ولايته الرئاسية. هذا، وتأتي زيارة الوداع التي ستنقل رايس إلى كل من طرابلس وتونس والجزائر والرباط بعد جولة صعبة قادت كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث مانت تسعى إلى التوصل إلى صيغة تفاهم واتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني . ومن غير المستبعد أن تعقد رايس، في جولتها المغاربية، لقاءات ثنائية مع كل من معمر القذافي وزين العابدين بن علي وعبد العزيز بوتفليقة والملك محمد السادس، تتناول في مجملها علاقات واشنطن مع العواصم المغاربية وقضايا محاربة الإرهاب وسبل الدفع باتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين ودعم جهود الرئيس محمود عباس. وتشير أنباء ذات صلة إلى أن كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية ستبحث، خلال زيارتها الأخيرة لمنطقة المغرب العربي، قضايا حقوق الإنسان في كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، كما لا يستبعد أن تتباحث مع المسؤولين الجزائريين والمغاربة بخصوص نزاع الصحراء وسبل تفعيل اتحاد المغرب العربي. ويرى عدد من المراقبين لزيارة رايس إلى منطقة المغرب العربي أنها زيارة بلا فائدة وجد متأخرة، خاصة وأنها تأتي قبيل انتهاء ولاية الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جورج بوش، وعلى بعد أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي من المنتظر أن تعرف فوز المرشح باراك أوباما الذي سيأتي بفريق حكومي جديد وتصورات مغايرة في سياسة البيت الأبيض الخارجية. وتأتي زيارة رايس لكل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا بعد جولات مكوكية لها في منطقة الشرق الأوسط التي لم تستطع حتى الآن أن تجني ثمار وساطاتها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، الذي يرغب في كسب رهان الوقت في انتظار تغيير الإدارة الأمريكية ورحيل إيهود أولمرت عن الحكومة وعن حزب كاديما، كما أن وساطة رايس في إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين علقت عليها الصحف العربية بكونها «عملية تجميل فاشلة»، لأن معظم ال198 أسيرا فلسطينيا الذين تم إطلاق سراحهم كانوا على وشك إنهاء مدة سجنهم بالسجون الإسرائيلية.